نور الدين الرميلة يكتب: هذا أمر داخل الصندوق…

20 فبراير 2020

موجة السعي في التفكير خارج الصندوق ، موجة ليس انتشارها بسبب لبها ..وانما من حيث انها فكرة خادعة توحي بالراحة الكاذبة .. كاشياء كثيرة بيننا …

نعم ، الاسطر بالاعلى خلاصة لما وددت قوله من سنين .. ولاداعي لاخبركم كم عانيت في صب قالب تلك اللغة كي تنتج ما اعتقد انني وفقت الى حد بارع في اختزاله … انه تقييم الذات للذات .. ولا حرج في ذلك .. ولا اي بخار يدل عن نار الكبر او التعالي …

كيف اذن ندعو للتفكير خارج الصندوق .. وماداخل الصندوق كثير منه لم يكتشف ولم يقلب يمينا وشمالا …

خارج الصندوق تعبير طوباوي .. نتيجته لن تكون في الغالب الا اجترارا لمصيبة سابقة بنكهة جديدة …

أتعرفون السياق المكرر بالمقالات والمحاضرات على ان اسلامنا استلب .. وان ديننا الذي نتعبد به هو دين اموي وعباسي  مليء بالشوائب …

هذه اللكنة التي جاءت على لسان بعض الدعاة المتنورين .. كعدنان ابراهيم .. ووجدت صدى مبالغ فيه .. ولن اعاتب  الشيخ على ذلك .. لكن اعاتب لدرجة الرغبة في عض كعب كل من يجتر هذا المحتوى في تعليق او منشور او تدوينة على الميديا …

انك تجد الكاتب يسرد اسطرا يحمل كل الثقة على انه فهم كل شيء وامتلك المعادلة التي تشرح كل شيء .. لتجد خلاصة كلامه في ان ديننا مزور .. مسلوب من عهد الامويين ..تعابير كما اسلفت موهمة بالحكمة والفهم الكلي .. وهي في الحقيقة مسكن .. لان كل قائل يعجز امام سؤال مفروض ومتعدي لما يقولون . هو : وماذا بعد ؟

لتجد المرء يدخل في دوامة اننا فاشلين لان ديننا مزور مغشوش مستلب من القدامى .. ولماذا هو مستلب؟!!  لاننا ابتعدنا عن الدين الحق . ولماذا ابتعدنا عن الدين الحق ؟ لان ديننا سرق منا …

هكذا سنقضي سنوات طويلة نردد فكرة لذيذة تغنينا عناء التفكير .. لنواجه ازمة اعمق في المستقبل .. لاننا ونحن نردد تعبير الداعية والشيخ .. تتراكم ازمات خلف الباب .. وقد مارسنا هذا السلوك قديما .. مع فكرة الفتنة والمؤامرة والحاكم وطاعته .. وهي افكار بليدة مسطحة لا تجعلنا نتقدم خطوة .. بل نحفر تحت اقدامنا لنزيد غرقا …

ان الكيان الفاشل لو جئته بانجح الافكار .سيحولها الى معول هدم بقدرة قادر …

اليس النظام الديموقراطي اخرج اوروبا من دوامة الثورات والحروب الاهلية وخلق مجتمعات مطمئنة مقارنة مع مجتمعاتنا .. واسس لدول قادرة على رعي دولنا في حقول جرذاء دون كلأ …

حين استوردنا تلك الفكرة وطبلنا لها بمقالات واردنا ممارستها جعلناها بشكل عجيب اداة جديدة لاستبداد غريب الملامح .. لا يحمل اي لون ولا معنى سوى قتامة صورة وافق مسدود …

ليس العيب في الاسلام ولا المسيحية ولا اليهودية …

العيب في العقل الذي يستقبل تلك المنظومات العقدية …

مافعله الغرب نحو المسيحية هو ليس كما يروج له على منابرنا من انهم شعوب كرهت الدين ..ليس ذلك تماما ..

مافعله الغرب الذي اسس قواعده مفكري التنوير هو انتاج عقل انتبه الى ان الطرح المسيحي الكنسي يستحيل ان ينتج عالما هادئا ..

ومع ذلك لم يعدموا الدين .. بل افقدوه ذلك الدور المشوه الذي روجت له الكنيسة لقرون …

وبقيت الكنائس قائمة … والصلوات قائمة … والدين على راس دساتيرها …

فالعلة ليست في المسيحية .. العلة في العقول التي كانت تتقبل طرحها …

ولهذا فالقول بان مصيبتنا في ديننا المزور . كلام طفولي مسطح .. افيوني التاثير .. يشعر بلذة النصر الواهم .. ولن نتقدم اذا ما افقنا  منه ولا خطوة واحدة بئيسة …

الاشكال في العقل الذي يتعامل مع الواقع … بقدر سلاسته وعمقه وتنظيمه وخلوه من الوهم والمغالطات و سيطرة العاطفة عليه ..بقدر ما سيجعل البيئة من حولنا بيئة لا تحتمل اي فكر غير منتج .. او فكر هدام او ميت او مميت …

الموضوع بحاجة الى ادراج نقط كثيرة جدا .. ولادراكي ان عقولنا لا تحتمل التفكير بعمق .. وهي ميالة الى الفكرة المسطحة اللذيذة الافيونية .. حاولت قدر الامكان ان اسطح الفكرة واختزلها والبس الذئب عباءة النعجة .. كي تمر …..

 

نور الدين الرميلة – النرويج

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :