سارة عيادي تكتب: فضفضة…

13 أكتوبر 2019

أشعر أني بخير لا أعلم السبب لكنني اطمأننت؛ أصبحت مقتنعة أنه لا يحصل سوى ما كتبه الله! مقتنعة أن أحداث الحياة تنتهي وتفنى؛ تفنى بالموت…
عندما هممت بالكتابة ظننت لوهلة أن القلم سيتحرك وحده في يدي، كانت حاجتي للكتابة كبيرة، وخطر ببالي أن الكلمات ستنشر أمامي بنفسها، إلا أنني صادفت فشلا ذهنيا أوقفني عن التركيز فيما أود كتابته ،ما إن أفكر في شيء إلا و تداعت أشياء أخرى؛ كأنها شق يحول بين التفكير والكتابة…
شعرت حقا أني أفقد اتصالي بقلمي، إنه نفس الشعور؛ إحساس انتابني آخر مرة حاولت فيها أن أرسم، بعد ساعة من الزمن وأنا ممسكة القلم ولكن لم أرسم شيئا فقط بياض يتحداني على الورقة، هذه المرة تغير القلم لكن الورقة مصرة على خذلاني، أقوم وأتجول في المنزل بلا غاية؛ أدخل المطبخ وأخرج، أعود وأستلقي على سريري، أنظر إلى السقف والأفكار تتجمع في رأسي تكاد تخنقني؛ حال بيني وبينها نسيم بارد دخل الغرفة؛ سمعت صوت قطرات خفيفة متباعدة على زجاج نافذتي إنها تمطر؛ لقد عاد المطر مرة اخرى، عاد بأجوائه الباردة وملابسه الدافئة، وتلك السهرات الخاصة حول المدفأة والجوارب الملونة.. باغتتني دموع الاشتياق فجأة؛ اشتقت حقا إلى أهلي، حملت رواية أكسر بها ضجري، وأنا أقلب صفحاتها مررت صدفة على كلمات دونتها سابقا على ورقة تحت اسم فان جوخ :”كأي أحد آخر أشعر بالحاجة للعائلة والصداقة، العاطفة والوصال الحميم، لم اخلق من صخر أو حديد كصنبور أو عمود إنارة “. ربما هذا ما يهم حقا الوصول لصلب الشعور الإنساني؛ لقد حدثت أمور كثيرة وتغيرت أخرى، فقدنا أصدقاء واكتسبنا آخرين، تعلمنا من أخطائنا، حاولنا جاهدين تحقيق أحلامنا ولا زلنا نحاول، لكن هل نحن سعداء ؟!
قد لا أفهم حاليا الحكمة من الأشخاص الذين مروا بحياتي، لكن الوقت كفيل بذلك، مهما شعرت بالحيرة فإنني الآن كتلك البذرة التي تزهر بنزول الغيث…

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :