الهام قيطوني تكتب: حين قلت كفى ..

3 يوليو 2022
 
أخبرتني إحدى صديقاتي أنها تخلت عن منصبها الذي كانت تحلم به بسبب أشخاص كانوا يعرقلون عليها يومها العملي ..ويلوثون أكسجين حماسها ..و لهفتها في أداء مهامها بتفانٍ وإتقان كل يوم ..
 
لم أصدق ببادئ الأمر أنه من الممكن أن يرحل المرء بعيدا عن حلمه..أن يترك نصف قلبه معلقا بضفة ..ويذهب إلى الضفة الأخرى حاملا معه النصف الآخر، ليختار لنفسه حلما جديدا ..مجالا مختلفا، ميدانا صحيا و بيئة إيجابية ..كي يعيش معهم جريحا و مُعاق الإحساس..
 
إلى أن تجرعت من نفس الكأس..
 
اعتقدت أن الحياة صفعتني قبلا كفاية كي أفهم معنى الكره المجاني الذي يبخه الفارغين من الحب بحيواتنا.. لكنها أهدتني درجة رفيعة هذه المرة من الدروس..
لأصبح تلميذة الحياة من جديد..كأنها تُذكرني أنني لم أنته بعد من امتحاناتها..
 
حين أرى حنِّيتهم لبعض اللحظات أُشكك في نفسي هل كنت مخطأة بحقهم؟
 
ثم أتساءل لوهلة..
هل تابوا ؟ هل هؤلاء هم فعلا من طعنوني بالماضي؟ هل هؤلاء هم فعلا من آذوني من دون أن أنبس بكلمة؟
هل تغيروا لهذا الحد؟..
هل استوعبوا حقا مدى حقارة أفعالهم؟ هل تكلمت ضمائرهم البكماء فجأة؟
أحاول أن أُقنع نفسي أن الانسان يمكنه أن يتطور وأن يتغير ..
أن يتحسن طبعه ومزاجه..أن تتحول تصرفاته من مستوى شيطاني إلى مستوى ملائكي..
أن يتقدم خطوة أولى أو ربما إضافية نحو السلم والسلام ..
ما إن أستيقظ من أوهامي حتى أسقط بفخاخهم مرة أخرى..لتلسعني ألسنتهم بسم قاتل ..بسُمٍّ لا يزال مذاقه حارا يسري بوريدي الأيسر ..
 
ثم أتأكد بعدها أن الإحسان هو لباس يظهرون به أمام العلن ..ليخفوا عنا حقدهم الدفين و غلهم المميت المتخفي وراء وجوه تُظهر البراءة بالنهار و تكيد لك المكائد بمنتصف الليل..
قلت كفى ..
ثم مثل صديقتي لم أجد منفذا آخر غير الرحيل..
 
إلهام قيطوني – مدينة وجدة
 

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :