محمد مكروز يكتب: مشاهدة الخواء في زمن الوباء

27 مارس 2020

إن مشاهدة لعنة الوباء تستبد بأضلع الزمن في انقضاض تاريخي مبيت، يقض القسمات المطمئنة على نفسها من الخواء الواقع بلا استئذان، حيث ترى تبعاته المسترسلة تعقم الغد وتنعي الأمس وتحنط الحاضر الآني رويدا رويدا…

فنمطية الخواء المتعجرفة لا تنحصر على حجر أنفاس التعاقب اليومي الذي مللنا شهوده، حتى تمنت صدورنا المتخمة بالازدحام المستمر لحظة فراغ ونعمة صفاء وترويحة عاجلة، بل تعدت سلطة التعجرف المقيتة إلى ترويض خطى الثواني على اشهار عصى الإخلاء في دورانها الصارم.

ويأبى هذا الخواء المتلبد أن تنتاب خلوته القاتمة التفاهات النزقة غير الآبهة، كما تأبى نرجسيته الصنمية أن ترعي بالا أو انتباها لضوضاء الإنذارات التي ما لبتت تخطنا عشوائيا في بحثها الحثيث عن تخليص الخواء من خطيئة الجمعة والجماعة والتجمعات إن وجدت.

وأنا لها أن توجد وقد تواطأ الجميع على مشاهدة الخواء في زمن الوباء.

محمد مكروز – مدينة أكادير

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :