ليلى شاهد تكتب: بعض الصمت أبلغ 

6 ديسمبر 2021

كانت أجندة التقويم الزمني؛ المثبتة على الحائط بعشوائية توحي للرائي بلامبالاة سكان المكان وعزوفهم عن عد الليالي..؛ توفق برهة يتأمل الشهور تفصله سويعات قليلة عن المغادرة، بعد سنوات ثقيلة مرهقة قضاها خارج فوهة الوقت! لم يميز الأيام الروتينية السوداء عن بعضها.. فحص خزانته، عدا بعض الثياب الرثة، لم يجد غير الكتب ودفاتر كتب صفحاتها على عجل، وقارورة عطر أهدته اياه رفيقته حينما زارته في غفلة عن الزمن..

رغم القلة جاد بأشيائه على رفاق السجن والمحنة وسعى جاهداً ليبث الأمل في عناقاته ويصون وجوههم عن المذلة والرضوخ!

بخطى مثقلة كنمر جريح عانق حريته وعينيه تقاومان ضوء النهار بمشقة بعد عمر أنفقه في الظلام..، وبدل أن يلعن الظلام فقد أنفق أيامه ينهل المعرفة من الكتب؛ وحده رحيقها يشفي كل حنين!

تراءى له طيفها من بعيد لم تفوت فرصة استقباله، ولم تخن ذكراه يوما وحده ظنه بها خذله عندما فكر أنها نسيته.. بعد سلام وكلام بادرته بالسؤال:

– لم تتغير يا هذا ! وكأنك لم تسجن يوماً. ترى من أين لك بكل هذا الثبات والتشبث بالحياة؟

– قد تسلب حرية المرء يوماً وشهراً بل عمراً.. لكن ثروات القلب لا تسلب! والصبر شيمة الكبار.

– مع أني لا أعرف عن مخططاتك شيئاً، لكنني أعلم من أنت ومن تكون ! لا خوف على من الكتاب خليله، وإن كنت سجيناً فقلمك ضل حر ينضح بمكنوناتك وما الظلال أسفل عينيك إلا حبر كلمات لم تقلها بعد.. لا أعرف كيف ستبدأ ومن أين، لكنني أعلم أن الحياة على هذه الأرض ما زالت ممكنة!

–  سأبدأ من حيث توقفت شهرزاد عن الكلام..! تعرفين عني كل ما أسكت عنه وهذا عين المحبة.. بالطبع لم يفتك أنني غريب، وشمة الدخيل سترافقني لتذكرني بما مضى.

إلى أني أخطط للعمل وكسب قوتي ولقتل الفراغ بداخلي، سأعمل لترميم جداراً صلباً في وجه الشدائد ونوائب الدهر، سأعمل لأطرد واردات الهموم وأطهر نفسي من أدران الكسل سأعمل بجد وسأكتب لك قصيدة حب.

– ” نحن أحياء وباقون ” مع أن ليس كل ما في القلب يقال، إلا أن درويش أفصح

– للحلم والحديث بقية، وبعض الصمت أبلغ ..

ليلى شاهد – مولاي بوعزة خنيفرة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :