عبدالرحيم بدوي يكتب: واقع أليم

10 فبراير 2020

عبدالرحيم شاب في السادس و العشرون من عمره ؛ من السودان ؛ تخرج من الجامعة وظل أربع سنوات يبحث عن وظيفه ولكنه لم يجد. لذلك في يوم من الأيام خطرة علي باله فكرة الهجرة و الذهاب الي اي دوله أخري ؛  فقرر الذهاب الي المغرب لانها من أقرب الدول لأوروبا؛  عله يستطيع بعدها الذهاب الي اسبانيا أو البرتقال و بذلك تكون حياته قد تغيرت الي الأبد؛  بعد أن عانى ما عاني ليحصل علي نقود التذكرة والفيزا ؛ ذهب الي المطار مع أصدقاءه و أخيه الأصغر ؛ عندما حان ميعاد إقلاع الطائرة ودع أصدقاءه وأخيه وغادر البلاد ؛ وصل الي المغرب وهو لا يدري أين يذهب أخيرا استغل التاكسي وطلب منه أن يأخذه الي أقرب فندق وبالفعل تم أخذه الي هناك ؛ مكث في الفندق مايقارب الشهر حتي كاد أن ينفد ماله وطيلة هذه المده كان يذهب يوميا الي البحر عله يجد أو يصادف الأشخاص الذين يقومون بتهريب البشر؛ و مساء يوم ما سمع أحدهم يتحدث مع شخص آخر عن زمن الباخرة التي سيتم تهريبه فيها فذهب إليهما و تحدث معهما ولكنهما رفضا أن يطلعاه علي اية معلومات ظنا منهما أن يكون من جماعة مكافحة التهريب وبعد عده محاولات تمكن من إقناعهم واتفق معهم علي السعر المحدد حتي يتم أخذه معهم في الباخرة؛ وجاءت ساعة الرحله وتوجهو الي وسط البحر وبعد يومان في عرض البحر تمكن من الوصول الي إسبانيا.

بعدها ذهب يبحث عن مكان ينام فيه وأخيرا وجد مغسلة سيارات وتمكن من إقناع الخفير لانه كان يجيد الانجليزية فسمح له بالمبيت معه ؛ عندما حل الصباح وهم بالمغادرة سأله الخفير أن كان يبحث عن شغل فأخبره أنه يرغب وبذلك فقد حصل علي عمل من أول يوم له ؛ كان يداوم ليلا وفي النهار يذهب ليتمتع بمناظر البلد الجميله والخلابه؛ وأثناء جولاته تعرف علي فتاة فأصبح يلتقي بها كل يوم وبذلك فقد تحول الي شخص آخر حيث أنه غير دوامه الي الفترة الصباحية حتي يتفرق لها ليلا ليسهرا حتي الصباح وعندها فقد نسي أمر عائلته و أصدقاءه وظل علي هذا الوضع عشر سنين ينفق جل ماله علي الخمر و علي فتاته.

الي ان استيقظ ضميره في يوما ما فقرر الرجوع الي بلده السودان ولكنه كان لا يمكن حتي قيمة التذكرة فقرر أن يعمل دوامين حتي يستطيع أن يحصل علي قيمة التذكرة في أقرب وقت ؛ فحصل علي مال لشراء التذكرة و مال قليل يكفيه حتي يصل إلي منزل والده؛ جاء اليوم المنتظر و ذهب الي المطار واستغل اول طائرة متجه الي السودان وعندما اقتربت الطائرة من الهبوط في مطار الخرطوم الدولي حدث أمر مخيف جدا مما أفزع جميع المسافرين وهو أنه حدث عطل في إطار  الطائرة الخلفي وان الطائرة لا تستطيع أن تهبط بدونه فإقترح كابت الطائرة أن من يقوم بهذا العمل الخطير ويستبدل الإطار بآخر جديد فسيحصل علي مكافأة تقدر بي 1000000 دولار؛ عندها نهض عبدالرحيم وأخبرهم أنه سيفعلها وان كلفته حياته تم إعطاءه جميع المعدات التي تساعده في عمليه الاستبدال عندما حل الإطار القديم تركه يسقط من على الطائره وقام بتركيب الإطار الجديد وعاد سالما لداخل الطائره فأستقبلوهو بالهتافات والتصفيق الشديد وتمت تهنئته من قبيل الجميع علي عمله البطولي ومن ثم تم منحه الجائزة التي ستغير حياته الي الأبد؛  هبطت الطائرة بسلام و ذهب كل الي وجهته أخذ عبدالرحيم نقوده وذهب الي السوق فأخذ يشتري في الهدايا لكل من يتذكره من أهله وأصدقاءه واخد تاكسي الي منزله وعندما اقترب من المنزل رأي تجمع أشخاص كثر أمام منزلهم و عندما شاهده أخيه الأصغر منه ركض نحوه وهو يبكي فاستقبله بالاحضان وعندما فرق من السلام سأله عن سبب تجمع الناس حول منزلهم فأخبره أن والده قد توفي ؛ فأخذ يسأل أخيه وكأنه مجنون عن سبب وفاة أبيه ؛ وهنا كانت الصدمة فأخبره أنه قد سقط عليه إطار طائرة من الاعلي فأرداه قتيلا.

 

.

.

عبدالرحيم بدوي – السودان

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

3 comments on “عبدالرحيم بدوي يكتب: واقع أليم

  1. Alfatih Abdalla فبراير 10, 2020

    ماشاء الله في غاية الروعة

  2. مشاء الله عليك ي عبدو ربنا يوفقك و مزيد من التقدم

  3. حماد علي فبراير 11, 2020

    قصة في قمة الروعة اخي حفظك الله ومزيد من التقدم

: / :