طلبة ماستر الفلسفة والفكر المعاصر في لقاء مع الكاتب ” الحسين بنوهاشم” بمدينة الأنوار.

10 يناير 2022

  تحت إشراف ” عزيز قميشو” أستاذ الفلسفة والمنطق- الرباط -، نظم ” ماستر الفلسفة والفكر المعاصر” بجامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية، موقع باب الرواح بالقاعة (39)، لقاءا فكريا خاصا مع الدكتور البلاغي والكاتب المغربي والأستاذ الباحث في البلاغة/ الخطابة ” الحسين بنوهاشم “، الذي كرس كل اهتماماته للحقل البلاغي وخاصة نظرية الحجاج، وذلك يوم الجمعة 7 يناير 2022.

  ويأتي هذا اللقاء التعريفي ضمن سلسلة محاضرات مبرمجة تباعا الوحدة الدراسية الجامعية ” التحليل الفلسفي للخطاب ” وقد وُسمت هذه المحاضرات المبرمجة في مجملها ب: ” تجربتي مع البلاغة “، وهذه المحاضرة الفريدة من نوعها، كانت ممتعة وفعالة بحيث تضمنت مداخلات وتساؤلات مهمة من لدن الطلبة، موجهة خصيصا للكاتب وهو في خضم حديثه عن تجربته مع البلاغة الجديدة، إلى جانب ذلك؛ قدم المؤطر لهذا الاحتفاء البلاغي-الخطابي والواضع لأرضية اللقاء، المتمثل في الدكتور “عزيز قميشو” إضاءات، بل وإضافات جوهرية تنصب في صميم عنوان اللقاءات/المحاضرات وغاياتها، بالإضافة إلى تقديم كلمة شكر في حق الكاتب.

  ودون أن نفوت في بادئ حديثنا، أن نقدم بطاقة تعريفية لمؤلفات الكاتب الذي تمت استضافته، فلاشك أن الرجل كتب مقالات عدة وأصدر كتبا تنصب في توجه بلاغي صرف، من قبيل: ” بلاغة الحجاج: الأصول اليونانية “، ” نظرية الحجاج عند شاييم ببيرلمان ” ، ” آليات الحجاج في كشف ما هو في الحقيقة لجاج “، ” بلاغة الحجاج، النظرية والتاريخ”، ” صفر ضد الرغبة”، ” إمبراطورية الخطابة ” ( قيد النشر والطباعة)… .

 

RadioMarocCulture Invalid 01

  في بداية اللقاء بدأ الكاتب ” الحسين بنوهاشم” بسرد أهم المحطات من تجربته البلاغية، مركزا أساسا على تجربته مع البلاغة الجديدة، مع ذكر أهم اللحظات التي شكلت منعطفا في حياته العلمية والشخصية، وأضاف أنه تبين له في لحظة ما وبعد أن قطع أشواطا طويلة في مهنة التعليم والسياسة والانقطاع الدراسي، أن مسؤوليته وهمه الفكري البلاغي لا يمكن أن ينجز إلا بالعودة إلى تاريخ البلاغة أو الخطابة بدءا بما كُتب قبل اللحظة الأرسطية، التي عدَّها لحظة نسقية. ومن داخل تجربته التي يقر أنها تجربة متواضعة مفحمة بروح البحث الصارم وإلزامية بلوغ الهدف البعيد المنشود مهما كانت الظروف والعثرات التي يمكن أن يقع فيها الباحث، من قلة المصادر والمراجع في هذا الباب، بالإضافة إلى تطرقه إلى تاريخ البلاغة والوقوف عند البدايات/اللحظات الأكثر تأثيرا في تجربته، فإنه اعتبر، بوجه من الأوجه، البحث العلمي عملا نضاليا     يتطلب جهدا شخصيا وجماعيا، وعلى ذكر هذا، وأمام سياسة الاعتراف، فإن ” بنوهشام ” وهو بصدد حديثه عن مساره العلمي- الفكري، في كل مرة دأب إلى استحضار أستاذه ومعلمه ” محمد العمري” نظرا لتأطيره وتوجيهه له، بالإضافة إلى مجموعة من الأساتذة الذين يرجع لهم الفضل في ما وصل إليه اليوم. وأوضح كذلك أن مصطلح البلاغة لازال لم يثبت، وعلى المنوال نفسه، عرف الخطابة على لسان أستاذه” محمد العمري”: إن الخطابة ممارسة، يقوم بها ” الخطيب”، أما البلاغة فهي العلم الكلي – العام الذي  يدرس أي احتمال ممكن.

  وفي هذا الصدد، إن مشروع ” بنوهشام” يهدف بالأساس إلى إعادة النظر في الخطابة/البلاغة العربية، مع ضرورة إخراجها من التحنيط الذي ألم بها وجعلها منحصرة  في المحسنات، وهذا التحنيط قد رافق الخطابة العربية منذ نشأتها الأولى.

  وبالمناسبة والمناسبة شرط، إن تجربته مع  البلاغة الجديدة  وسفره الأكاديمي في حقول البلاغة، لا يمكن اختزاله في هاته السطور، بحيث كانت –وستبقى- الأكثر اكتمالا من حيت المنهج المتبع والهدف المنشود، ونحن بدورنا في انتظار بكورة أعماله الجديدة التي ستكون بطبيعة زمانها مفحمة بروح فلسفية بلاغية، التمسنا منه أن يتجدد اللقاء به ثانيا.

  في الأخير شكر جميع الحاضرين كاتبنا على تقاسُمه تجربته معهم في البلاغة بإخلاص، فضلا عن ذلك، متمنيين أن يكون اللقاء/المحاضرة ناتجا وفي انتظار لقاءات أخرى، يضم بل ويجدد الترحاب بين الفلسفة والخطابة ويجدد الصلة بين الكاتب والقارئ. إن تجربته مع البلاغة، هي رحلة سفر تحمل في طياتها إرثا بلاغيا مهما وعملا صارما يستدعي الجهد والجدة، فمن خلالها أعادنا الكاتب إلى البدايات الأولى للبلاغة، ويبدو لي أنه من غير الممكن أن أنهي هذا الأسطر دون وضع كلمات قيلت في آخر اللقاء – المحاضرة:

  البلاغي الحقيقي مجرد تلميذ مجتهد.. ما زلت أتعلم، ما زلت أخطئ، عليك أن تختار ما تجد نفسك فيه.”

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :