سمير السالمي يكتب: السيمفونية التاسعة عشر

15 أبريل 2020

 

 

تعال أیھا التعب لأحضنك فما أنا إلا نقطة ماء

ستجف عند حلول مساء اللحن الرمادي

لا تكثروا من السؤال عن یقظة البرتقال

على رصیف المیناء

تتجه سفننا صوب المحیطات الضبابیة

نجدف بالمعزوفة التاسعة عشر من الخیبات

حیث سيمفونية الخيبة اكتمل بدرھا

فلنشرق ھذه اللیلة كالقمر البشیر

ولنكف غدا حیث عید العمل على الأرض

واللیل یعرف أني متعب جدا

من السواد في الحرف

ونلتمس رمالا تحمل الحكمة أكثر من ھاؤلاء الثعابین؟ فنار الجمال تحرق الشعراء

بالخیال الفضي، الأمس لیس ھو الحیاة

فلا تعش على ظل خفیف

ومسرح الجوع یشبه الحضارة

حین تضحك علینا

رائحة الإسمنت تخنقني بالمسافات والخریف

وأعشق الطیور وھي ترحل إلى أوكارھا

عند كل مساء

فأحزن لأن عشي بعید ویتحرك الشوق

وتنكسر مرایا الحلم على ساحل الذكرى

فیرحل إلیك كما ترحل الطیور

لا تلملم شظایا الأمل فإن الجرح قدیم

وحیث لا مسكن إلا بقایا ھیاكل رماد

نار رحى اللیل تمسح كل الخطایا

لا تقلقوا على حصاد التاریخ

فأنا أدري لماذا القمح یذكرني بالحرب

ونسعى جاھدین لفھم سجیة النحل

فربما نعثر على أنفسنا في مجون الحكمة

كل الطرق تجذب المجانین للحلم

نسافر مع نور الشمس ولكن أین ھو طریقي

إلى الشرق الربیعي

من عتمة الليل الغارق فينا

وسنعود مباركین

بعد ھذه الیقظة الصباحیة اللحن

فلا مكان للأسى والكدر حیث یسكن الناي

وھاھو الرحیل قابع في زاویة الحزن

مرة أخرى لا مكان للأسى بعد ھبة النور

یا لیت شعري كیف یحضن ھذا التراب

مروج أرواح كانت بالأمس بساتین زاھرة للأمل

لما نادى الدیك كل ھمة لبوح الصبا

وھاھو سفیر السماء یظھر في شعري

كالبرق بدون إذن الفؤاد

فمتى نسیر نحو نھارنا الموعود

أیھا الناس المسافرون عبر سواد الشوق

أفي النھار شك بعد ھذا اللیل الطویل

ألم یأن لك أیھا القلب المخلوع عن عرشك أن تسیر إلى شعبك الأول في الآفاق؟

كم حلقة كالكواكب كانت تدور حول باب الفراق

تدور حولھا أیام الملك المنفي – الغریب

ھاھنا یسكن سواد وجع السؤال ولا یشیب

سأخنق كل ذكرى بحبل مسیرتي

في الرجوع الحتمي…

وحیث استنشاق نسیم الغوایة

یتحول إلى حكیم صامت

نصبنا معسكرات النھارات

بدون ألوان قوس قزح…

وأنا لا أدري كم مرة عشقت نورا

أفنى فیه كالفراش المحترق

وتنعدم الأبعاد

في لب حیرة الجمال

فأين ھو نوري

فیعتقني من رق ھذه العتمة

 

سمير السالمي – المغرب

 

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :