خديجة الخليفي تكتب: رسالة إلى الأديب في كل بقاع الدنيا

15 مايو 2020

نعم! هذا منشور خاص لأنه بكل بساطة منشور شكر موجه إلى الأديب في كل بقاع الدنيا.
لك شكري أيها الأديب، ففي خيالك ترعرع خيالي. في قصصك، في رواياتك وفي مقالاتك تدرب خيالي على السفر. في كلماتك التي رحلت بها من حروف مكتوبة بقلمك إلى نسخة مطبوعة، تدرب خيالي بطريقتك الذكية والساحرة على تكوين صور تكاد تكون حقيقية. أحيانا تحلق هذه الصور من الكتاب ومن دواخلنا، ترفرف كالفراشات وتحلق كالطيور بعيدا إلى حضن الشاشة الصغيرة والكبيرة.
لك شكري أيها الأديب!
سأبوح لك اليوم بشيء مهم للغاية، أدركت اليوم مدى السعادة التي تعتريك أيها الكاتب عندما يُنشر لك مقالا، وأدركت اليوم مدى السعادة التي تعتريك أيها الكاتب عندما يصدر لك مؤلفا موثقا. هذه السعادة ليست كالسعادة التي أعرفها ويعرفها سائر الناس، إنها سعادة عملت جاهدا عليها، إنها سعادة استمدت ابتسامتها وطمأنينتها من تدويناتك التي حلقت بها عبر العالم، سواء عبر المنشورات الورقية أو عبر المنابر الإلكترونية أو حتى عبر اللقاءات الأدبية المصورة. إنها سعادة قوية استمدت قوتها من حفلات التوقيع، ومن المعارض المنظمة التي تحتفي بالكتاب.
لك شكري أيها الأديب!
وسأبوح لك بشيء آخر، إني أغبطك أيها الأديب، فخيالك دُون وسُجل في كتاب أغنيت به المشهد الأدبي بل وزخرفته. أغبطك أيها الأديب لأن اسمك بات يعرفه الأطفال والشباب والشيوخ.
لا تضحك! فهنالك شيوخ مولعة بالقراءة أكثر مني!
لك شكري أيها الأديب!
سأبوح لك بأشياء أخرى! في مكتبة حبيبي أجد كتبك متربعة هناك! كلما اقتربت منه وجدته يحضن حروفك، ينتشي سعادة خاصة، أرى ملامحه تبتسم تارة وتغضب تارة. أخجل من نفسي وأرجع من حيث أتيت.
في مكتبة أختي وصديقتي، نفس المشهد يتكرر! حروفك تعطر المكان. الكل يحبك أيها الأديب!
لكل هذا أغبطك سيدي المحترم! لكن رغم أن خيالي ترعرع في حضن كلماتك إلا أن إحساسا ينتابني؛ فأشعر أني لا أشبه حبيبي وصديقتي وأختي ولا أشبه أمي وأبي ولا أشبه حتى العجوز. شيء ما يغيب عني!
كيف أشبه كل هؤلاء: أمي، أبي، حبيبي، أختي، صديقتي …؟ قل لي كيف؟ أرجوك! هلا كشفت لي ذاك الشيء الذي يغيب عني؟ أعلم أنك تعرفه، متأكدة من ذلك.
سيدي المحترم! سيدي الأديب! هل يمكنني أن أصبح مثلك؛ فيقرأ لي حبيبي كما يقرأ لك؟ أرجوك قاسمني وصفتك السحرية، جد علي بها كما جدت على أحبتي بها.
حفظك الله أيها الأديب! دام قلمك ودام خيالك الساحر!

خديجة الخليفي – مدينة سلا

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :