الكاتبة نرجس أمل تكتب: الأختان

30 أبريل 2019

يحكى في قديم الزمان كانت أسرة تتكون من أب وأم وأختان إحداهما صغرى والأخرى كبرى، أما الصغرى فكانت تحب أن تقوم بما تريد والأخرى كانت توجهها دوما للقيام بما هو مفيد لها.

وفي إحدى الأيام خرجت الفتاة الصغرى وتدعى “زوبعة” إلى غابة مهجورة مظلمة وخالية، لتطرح زوبعة على نفسها أسئلة عديدة: اين انا؟ وماذا افعل هنا؟ اين انت يا اختي؟ لقد تعالى صوت الفتاة تدريجيا إلى أن أصبح صرخة روح تطلب النجدة، لترتمي في حضن ظل شجرة، فجلست وهي منقطعة النفس تطلب الماء، لاحظت نهرا صغيرا يجاورها قربت حتى ارتوت، لتعود إلى الشجرة وتفرد يداها وتمكن الخوف منها.

تحدثت الشجرة: ما بك؟ لم يبدو عليك الخوف والقلق؟

الفتاة تستغرب وتقول: من اين يصدر هذا الصوت؟ ومن يتحدث معي؟ من انت ؟ وماذا تريدين مني؟

الشجرة: لا تخافي انت في امان، ولكن أجيبيني هل تهت؟ ام ان الاقدار شاءت ان تضيعي في هذه الغابة المهجورة ؟

فقالت الفتاة: لا خرجت من المنزل؛ ولم أعرف طريق العودة فتهت وللأسف لم أجد مسلما للعودة إلى البيت؟ ماذا افعل الان؟

الفتاة تبكي وتطلب النجدة ساعدوني ارجوكم؟ لكن لا احد يستجيب لها.

الفتاة الكبرى “نعنعة” تسأل والديها عن مكان تواجد زوبعة(الفتاة الصغرى)

الوالدان لا يعرفان مكان الفتاة أو اين اختفت؟

وبدأ عتاب الفتاة الكبرى ما الذي فعلته لزوبعة تجيبي هل قلت لها أمرا ما ازعجها؟

نعنعة: لا صدقا لم اقل لها شيئا فقط نسختها بعدم الخروج من المنزل حتى حين عودتكم ،اقسم بذلك

الوالدان: ترى اين يمكن أن تكون هذه الثرثارة التي لا تنفك تطلب لنا المتاعب.

الفتاة الصغرى تتجاور مع الشجرة وتقول لها: لم أكن أعرف أن الأشجار تتحدث؟

قالت الشجرة: لا تخافي ما دمت هنا سأحميك إلى أن يأتي اهلك.

فقالت الفتاة: وكيف سيأتيان إلى هنا وهما لا يعرفان مكان تواجدي؟ مع انني لم أخبرهم انني سأخرج من المنزل

فقالت الشجرة: لماذا خارجين من المنزل وحدك، الست خائفة من هذا الظلام الحالك ومن الحيوانات بالإضافة إلى خطر اللصوص؟

الفتاة:  ماذا لصوص وحيوانات مفترسة ما الذي تعنينه بذلك هل يوجد هنا وحوش ؟

أجابت الشجرة: نعم وبكل تأكيد والا لما يطلقون عليها الغابة المهجورة؟

الوالدان والأخت الكبرى يبحثون عن الفتاة ويسألون الجيران وكل من يجاورهم؛ هل رأيتم فتاة صغيرة نوعا ما في حدود العشر سنوات هنا أو في مكان اخر؟

فكانت النتيجة انه لا احد رآها ( عملية البحث لا تزال قائمة )

الفتاة الصغرى (زوبعة): أيتها الشجرة دليني عن الطريق لخارج من هذا المأزق ومن هذه الغابة المخيفة.

الشجرة : تمهلي قليلا، قد يأتي احد لمساعدتك ، لم انت مستعجلة؟

الفتاة: اريد العودة إلى اهلي؛ لو استمعت لنصيحة اختي لما حدث معي كل هذا ؟

ولكنت الان العب معها.

الشجرة: ارجوك لا تبك سأدلك على الطريق ، لكن احذري ان تقعي في فخ ؟

الفتاة : ماذا الفخ؟

الشجرة : الم اقل لك ان هناك وحوش وحيوانات ولصوص هنا؟

تهرع الفتاة بالبكاء والصراخ، اذا ما الذي سأفعله اريد الذهاب إلى البيت حالا؟

تمر على الغابة مجموعة من اللصوص مقنعة الوجوه، وهم يمشون لا حظوا اثار أقدام ، فقال احدهم: ربما نجد شيئا هنا.

وقال آخر: لنبحث اذن لربما نجد شيئا يفيدنا وينفعنا

اتفق اللصوص على طلب رفيقهم وشريكهم؛ فانقسموا إلى فريقين، لتبدأ عملية البحث.

الفتاة : يا الهي ، ماذا افعل؟ اني اسمع أصواتا لأصوات اقدام، انا خائفة جدا، لربما كان اهلي؟

لم تنهي الفتاة بما كانت تفكر فيه حتى أحاط بها اللصوص، فقالوا: فتاة ما الذي تفعلينه هنا يا فتاة؟

الفتاة خائفة: من انتم؟ انا انتظر ابي وامي

ضحك اللصوص بصوت عالٍ جدا، والداك؟ تعالي معنا سندلك على الطريق أو نأخذك إلى اهلك.

الفتاة : لا ، لن أبرح من هنا حتى يأتي ابي.

اللصوص يأخذون الفتاة بالغصب، وهي تصرخ، اتركوني ، النجدة ساعدوني؟

فقالت احدهم: اصمتي اياها المزعجة والا اقتلعت لسانك؟

الوالدان ونعنعة يبحثون دون جدوى

مضت عدة ايام، ولم تظهر الفتاة ومواصلة عائلتها بالبحث ما تزال جارية ، ففي احد الايام خرجت نعنعة( الأخت الكبرى) وهي منهكة و كئيبة فإذا بها تكرمت الغابة المهجورة وهي تمشي وجدت دمية أختها الصغرى، فرحت كثيرا وعادت إلى المنزل مهرعة ، ابي .. امي.. انظرا ما وجدت انها دمية اختي الصغرى.

الوالدان ماذا ؟ هيا بنا لنبحث عنها ربما نجدها، ثم قال الوالد : كلها لنخبر الشرطة بذلك لعلها تساعدنا على إيجاد ابنتنا زوبعة الغالية.

فعلا حصل ذلك وانطلق الأهل برفقة الشرطة يبحثون عن الفتاة المفقودة، فانتبهت الشرطة إلى أثر أقدام ضخمة فتتبعوها حتى بلغوا منطقة مهجورة ايضا ، وجدوا فيها مغارة يقطنها بعض الشاذين.

الكل هائم في البحث ، لينتبه احد من اهل الشرطة لشيء غامض فلما رأى أسفل نفسه واقفا على لوحة خشبية، فنزل يتأمل بها ، فنادى زملاءه: تعالوا القول نظرة لو سمحتم؟

اجتمع الكل مرة اخرى، ليجدوا انه عبارة عن باب صغير لقبو أسفل الأرض.

وفعلا ، فتكون ودخلوه، فلم يجدوا سوى جثة فتاة مرمية على الأرض ؛ لتبدأ الام في السهره والبكاء : ابنتي ما الذي يحصل لك ومن ذا الذي تجرأ على ايذاءك؟

( جثة الفتاة مكسوة بالدماء )

فقالت الام : مستحيل ان تكون هذه ابنتي، لان ابنتي على قيد الحياة انا متأكدة.

يحاول الوالد تهدئة زوجته: من فضلك اهدئي قليلا لسنا متأكدين من ذلك .

دعي الشرطة تثبت ذلك أولا.

الام : ماذا تقول؟ ارجوك ما ذا لو كانت ابنتنا؟

الفتاة الكبرى نعنعة: قولي هذه ليست اختي صحيح.

الام : تعالي هنا ، هدئي من روعك كل شيء سيكون على ما يرام، سترين ذلك واضح.

اخذت الشرطة كل ما يتعلق بالضحية لبدء عملية التحقيق فيما يخص الفتاة المقتولة غدرا وبدون سابق انذار

بعد فترة من الهلع والخوف والحزن الذي ساد جو العائلة ، خاصة الام التي كانت تمسك بملابس ابنتها العابها وتبكي وهي تنادي اين انت يا حلوتي؟ عودي إلى المنزل؟

في صباح اليوم التالي ، طرق الباب فطلبت الام من ابنتها الكبرى فتح الباب.

فلما فتحت الباب وجدت الشرطة

أسرعت الفتاة ونادت والدها

الوالد : اهلا ، هل من جديد ؟

الشرطة : نعم، نحن نتاسف جدا على الخبر السيء و الحزين ، لكن مع كل أسف الفتاة ابنتك.

الوالد : يا الهي ماذا تقول؟ هذا لا يصدق.

فيغمى عليه ليسقط أرضا ، فتأتي ام نعنعة ما الذي يجري وتسأل ابنتها الكبرى عن سبب إغماء والدها عن الوعي؟

الفتاة : امي لقد انصدم بخبر وفاة اختي الصغرى

الام : ماذا ؟ هذا لا يعقل

اخذ الوالد إلى المشفى القريب من المنزل لينصدموا بان حالته معقدة، بقي الوالد على حالته إلى أن توفي.

النهاية

 

الآراء الواردة في هذه المشاركة  تعبر عن رأي صاحبها فقط.

نرجس أمل، 24 سنة.

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :