سكينة نايت الرايس تكتب: مدن الخوف

6 مايو 2019

في تلك المدينة النائمة الغائبة

التي فيها حبي

يوم تركت هناك قلبي

ورحلت…

لا أدري إن كنت أنا الراحلة

أم أنه عقلي، وكياني ظل هناك

في المدينة… يرثي حب لا أ مل فيه

أردته عشقا أبديا و ما كان

أردته طفلا بريئا أُعلمه كل شيء

أعلمه الود والاخلاص

فيعوض حرمان أعز الناس

لكن ذلك الحب لم يأتي

وما كان له أن يحيا

فقد أطل بغتة…ورحل بغتة

بنفس السرعة، و الدهشة، و المفاجأة التي أتى بها

ربما مدن الحرب أرعبته

ربما جعلته يعود أدراجه خائفا مترقبا

ربما أربكته كثره الجثث الأحياء الأموات

ما استطاعت قدماه ان تطأ  الدنس

كما يطأ البشر على قلوب بعضهم البعض

قلوب أدماها الفقد والظلم

والوجد والحنين

و عقاباً لا ينتهي بمر السنين…

فكيف لي ذاك الحب الملكوتي أن يحيى في هكذا عالم وهكذا مدينة؟؟

انا لا أطالبه بالمجيء

بل أطلب منه الرحيل

علنا نلتقي في عالم آخر

في زمن غير هذا زمان

حيث لا يكون المكان هو المكان

أما هنا فلا مكان للحب فيه

أيتها المدينة الغارقة في أحزانها

شأنها شان وطن بأكمله

كفاك حزنا

كفاك ألما وأوجاعا لا متناهية

وأخبري وطني باحتياجنا

و بما لاقيناه من اجتياح

اجتاحنا الغدر والتنكيل

و يا ليثه يصحى هنا الضمير

في وطني…

حيث البعض نائمون

والبعض في الشهوة غارقون

والنصف في السجون

يسبحون

و البقية خائفون… لا يأمنون

أكل  المدن  كمدن وطني؟؟

تضن بالرحمة على أبنائها

فيهرب منها  الحب طائعا مختارا

لا يملك مصيرا ولا قرارا

ام ان هناك مدنا أقل اضرارا..؟

 

سكينة نايت الرايس
 21 سنة، مدينة أكادير؛
سنة اولى سلك الماستر (تخصص صحافة وإعلام )؛
الاهتمامات : كتابة الشعر والخواطر، الموسيقى.

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :