محمد بن صالح يكتب: مــاذا يــصــيــبــنــا

31 مارس 2021



ما نحاول فعله.. لا نفعله..
ما نرجو الوصول إليه.. لا نصل له..
ما نريد الحصول عليه.. لا نحصل عليه..
ما نحلم به.. يتناثر في ضجيج الصباح..
ما تتوق النفس إليه.. تحرم منه..
لا شيء ثابت في مكانه.. ولا أحد ينتظرنا على هودج فرسه..
أي شيء نحاول الاقتراب منه.. يهرول بعيدا عنا..
لا ندري ماذا يصيبنا.. ولا ما يحدث معنا..
كل الكائنات هاجرت أوكارها.. خلّفتنا أيتاما في أوكارنا الموحشة..
فالطيور هاجرت..
والأحلام غادرت..
والأفكار هربت..
والأنا تغرّبَت..



وحين تهجرك كل الأشياء.. فماذا تتوقع من الغد أنه حاصل..
تأتيك الأوهام مبتسمة.. مُغمّسة بدماء الهواء..
هواءٌ طَلَّق نفسه وَكُبِّل جناحيه.. فصار مطحونا..
وكُدِّس في أكياس.. وبِع لنا..
غدا.. ربما أجد نفسي مطحونا وقد غُربِلت في سراديب الضياع..
تباع في الدكاكين.. ما تؤمن إلا بالربح..
والخسارة تؤمن بنا وتعشق الخشوع في حضرتنا..
في داخلنا عتاب.. والعتاب فيم ينفعنا..
نلوم أنفسنا.. واللوم يحدث ضجيجا في أفكارنا..
صواعق أرعدت أعماقنا.. ولا نقدر على حملها..
نفس خائبة.. لم تحملنا الحياة على ظهرها..
الحياة نفسها اعتزلت رقصها، وجمعت أشلاءئها في حقيبة الرحيل، ورحلت..
كل الأحلام غادرت معها..
وما تبقى لنا إلا الألم يحرث في أعماقنا..
ونحن ها هنا.. فُرِض علينا البقاء.. على أمل اللقاء..
ما بوسعنا إلا الخضوع والانتظار..
وإن كان الانتظار نفسه.. ضاق صدره واختنقت أنفاسه ويحتاج إلى هواء..
والهواء لا نملك ثمنه.. صار غاليا علينا
أليس الهواء مجانا.. ومتى كان للهواء ثمنا..
لقد كان.. وكان.. وكان..
أما الآن.. ما عليك إلا أن تصوب عينيك في عين السماء..
لعلها.. تبرق بصيصا من الأمل.. فتمطر علينا بالمستحيلات..
ما مادامت الأرض ضاقت ذرعا بنا، وسلبت إنسانيتنا..

محمد بن صالح – مدينة تازة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :