وحيدة بوضياف تكتب: سيجبرك لأنه قريب

13 فبراير 2020
وحين تركوك انكسرت؛ لأنك كنت تميل ميلا عظيما، وحين تركوك استفقت على وسادة مضرجة بالأنين، لقد تركوك في زحام طريق الأحلام لتدهسك سيارة الواقع، لم يكلفوا أنفسهم عناء تركك على رصيف معبد، تمخضت علاقاتك بهم فأنجبت وهما عقيما، تركوك في حيرة بين المضي قدما معهم أو الانسحاب، بين الكل شيء والاشيء، بين قليل من الحب والأمل والعطاء، وكثير من البغض والبؤس والأنانية.
تبا لهم، لا سامحهم الله وأضاقهم من نفس الكأس، ليدركوا أن القلب مضغة إذا أفسدوها فسد الجسد والعمر كله.
لا بأس بقليل من التعب وكثير من الراحة، ببعض من الخوف وكثير من الطمأنينة، لا بأس بالصبر وإن المصيبة لعظيمة إلا على المتقين الصابرين، والفرج قريب ففي عز انطفائك سيجبرك…
ثم تدرك بعد مد وجزر، وقوة وضعف، بعد خيبة وانطفاء أنه نعم السند، وخير الرفيق، وأنه إليك أقرب من حبل الوريد.
الكل ينتظر زلتك، الكل يتحين الفرص ليتركك، سَيَنْفَضُ جميع من هم حولك، الكل يحبك، لا بل يرائيك حبه لحاجة في نفسه، لغاية ساذجة سذاجة المشهد، سينفث الكل سوءه عليك.
تعتليك أفكار سوداء أحيانا وينهمر الدمع سيلا من جفنيك أحايين أخرى، ستعتدل في جلستك وتستحي منه الطلب، تخاف أن تُسْتثْقل كما حدث مع البشر، ولكنه رب البشر ستقرأ قوله تعالى: (وَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِي). سيرسل لك بلسما ليرمم ما تبقى من أمل بداخلك، ستورق من جديد، ولكن هذه المرة ستضرب بعروقك وجذورك في الأعماق، لأنك اخترت الرفيق الأعلى…
إنه قريب…أقرب من حبل الوريد…وكأن السماء ليست بذلك البعد.
تمت…
وحيدة بوضياف – الجزائر

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :