محمد حتيمي بكتب: الكورونا آلية إذكاء وسائل الاتصال

25 أبريل 2020
انه لمثير للجدل والاختلالات في جميع انحاء العالم عندما نرى الدول العظمى تتسارع على مقاس واحد للسباق نحو تحقيق طموح علمي لانقاد البشرية من هول الفاجعة؛ التي قلبت كيان العالم رأسا على عقب واصبح العالم تحت رحمة ڤيروس من اقوى الفيروسات البيولوجية التي هشمت كل أشكال القوى، وفرضت ضرورة قسوى وواقع تقشعر له الابدان في ظل العولمة الجديدة ككيان قائم بذاته، حيث اننا بين ضهرانينا نسمع ونرى في جميع الجرائد الإليكترونية التي ما فتئت تنشر الأبحاث العلمية ونتائجها في ظرف وجيز يخضع الى نظام معين، صار العالم كثلة واحدة يسعى الى النيل من وباء اضحى يغزو العالم الصغير، بل يهدد الاسر والاهالي في عقور بيوتهم من جراء تفشيه كالنار على الهشيم.
غير ان الرهانات الآنية ما فتئت تنقلب على العامل البشري واضحى البشر مجرد أرقام او رموز في مقابل العامل الاقتصادي ، فالسؤال الذي يطرح نفسه بشدة الى اي مدى سمح الانترنيت كوسيلة تواصلية وإعلامية لنشر التقارير؟ و بؤرة اذكاء الصراع الاليكتروني؟وماهي الرهانات المستقبلية للانترنيت في علاقته بالعامل البشري كمتغير خاضع لسيرورة علمية في زمن التيكنولوحيا ؟
ان الانترنيت كوسيلة اذكاء المعرفة العلمية والصراع العالمي، يجدر بنا الحديث عن الانترنيت ام نقف للحديث عن الوسائط كالفايس بوك و التويتر وانستغرام و غيرها من الوسائط التي ظهرت مند ظهور التيكنولوحيا الرقمية الحديثة، سواء في العالم المعاصر أو دول العالم الثالث التي كان من شأنها اضفاء الروح المعرفية من خلال التوسع الرقمي؛ الذي شهدته هته الثورة التيكنولوجية واصبحت تشكل احد أهم الأنظمة التي ترافق حياة البشر في مختلف تخصصاتهم و في اختلاف مجالاتهم العلمية أو الأدبية منها او غيرها. فاذا ما اردنا ان نقف إلى حدود الفايسبوك كثورة تيكنولوحية،الذي انتقل من مجرد موقع عادي أي(blog ) لتبادل الرسائل بين المجتمع الأمريكي واقصد هنا الطلبة الأمريكيين، وربط جميع الطلبة الجامعيين في مختلف الولايات المتحده الامريكيه. إن هذا التطور الذي عرفه الفايس بوك منذ 2005 كظهور باهت كان معروف عند الأمريكيين و من تطور هذا الموقع بفعل تطور اساليب وادوات البرمجيات حتى عرف هذا الموقع انطلاقة رسمية كموقع للشات العالمي في أعقاب 2009 إلى الآن اعتبر كافضل موقع لتبادل الحديث الافتراضي بين دول العالم المتقدم و العالم النامي، ولعل هذه القفزة التيكنولوحيا التي عرفها هذا الموقع، و بعده التويتر، وانسغرام و لينكنغ و غيرها من المواقع المواقع: التي اصبحت مرتعا خصبا لنشر البحوث العلمية والأكاديمية في مختلف التخصصات ، غير ان الفايسبوك و التويتر ولينكيغ كانوا يفرضون ضرورة حتمية سواء في المجال الاقتصادي ام الاجتماعي أم حتى السياسي منه إلى الثقافي اذ أن الفايس بوك وتويتر ولينكينغ وواتس اب على المستوى العملي و التبادلات الثقافية أو حتى الاقتصادية إلى الطبية منها كانت تشكل قفزة نوعية للبعض للتعريف عن نفسه في مجال الأعمال على اعتبارهم الوسيلة الانجع للتحرر من سطو سماسرة التعريف بالاخرين في مجالاتهم الادعائية؛ لأن مؤسسة الاعلام التلفزيونية تعرف فقط بالاشخاص دوي سلطة المال أو النفود هؤلاء من شمتلهم الرعاية تحت منطق “جبد الفلوس تلقى الفلوس”؛ ان هذه العبارة كانت مرافقة للبعض الذين اثبتوا وجودهم بهته الطريق،ة لكن هناك شريحة معينة من الباحثين الاخرين و جدوا في هته الوسائط كوسيلة لنشر أعمالهم العلمية أو الأدبية منها و إن صح التعبير التعريف بانفسهم، و هي مرحلة انتقالية من التلفزة او القنوات التلفزية إلى الوسائط الإليكترونية التي اشرنا الينا سابقا إلي اليوتوب (You tube ) الذي احدث تحولا جذريا على المفاهيم و قلب معايير وموازين القوى في زمنية انتشار الهواتف الذكية التي لها تقنية الاشتغال التي تتماشى مع روح عصر. الثورة التقنية المعلوماتية والعصرنة التيكنولوجيا الحديثة التي جعلت المجتمعات تندرج داخل خلايا في الفايس بوك بحيث اصبحنا نلاحظ تكوين مجموعات و صفحات و هته المجموعات أما منفتحة او منغلقة و المنغمسة بعضها في نشر البحوث العلمية والثقافية واخرى في العلاقات الاجتماعية المفتوحة و لعل هذا جعلني أعود إلى العلوم الطبيعية التي تدرس فيها الخلايا في مختلف تكوناتها و هو الأمر الذي جعل من الفايسبوك كوسيلة اعلام ناجعة كجسد واحد الذي يضمن للعالم الإستمرارية و البقاء، حيث أنه عرف انتشارا واسعة لعامل التفاهة او ترحيبا تاما لصناع التفاهة و لا يسعنا هنا أن نقف عند هذا العامل غير المتجانس الذي ساهم كفضاء خصب لنشر بعض الفيديوهات لاشخاص ضمنوا لانفسهم الإستمرارية في زمنية سادت فيها التفاهة كمعيار أساسي، ومحدد نفسي اجتماعي او ثقافي لدى شريحة اجتماعية معينة التي وجدت ضالتها في هته الفيديوهات مثلا(أدومي، مي نعيمة ،مولات البغرير،روتيني اليومي …..) و غيرها التي ساهمت بشكل فعال في تدمير المعايير القيمية الثقافية والعلمية في المجتمع المغربي وجعلت من الجهل سيد الموقف واضحى هؤلاء رموز الرأمال المادي و اختزلوا جميع المعايير في المال كمحدد و سيد المواقف، و غير بعيد عن هذا حيث يشير الفيلسوف الكندي في كتابه “نظام التفاهة”الذي سلط الضوء على الانترنيت social média او الشبكات الاجتماعيه اذ يقول :
“الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل (مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام) هي مجرد مواقع للقاء الافتراضي وتبادل الآراء لا أكثر، فيها يتكون عقل جمعي من خلال المنشورات المتتابعة. هذا الفكر التراكمي السريع الذي يبلور وبسرعة وبدقة موضوعاً محدداً نجح في اختصار مسيرة طويلة كان تبادل الفكر فيها يتطلب أجيالاً من التفاعل ،المناظرات والخطابات والمراسلات والكتب والنشر والتوزيع والقراءة والنقد ونقد النقد. ورغم كل هذه الفرص؛ فقد نجحت هذه المواقع في ترميز التافهين؛ كما يُقال، أي تحويلهم إلى رموز، ما يجعل من كثير من تافهي مشاهير السوشيال ميديا والفاشينيستات يظهرون لنا بمظهر النجاح، حتى اختزلها في المال فقط، فلم يبق إلا عليه وحده معياراً.” هذا ان كان يختزل فهو يختزل بالظرورة الفهم السوسيولوجي لهته الظاهرة وانتشارها انتشارا جعل من الأنترنيت وسيلة من وسائل خلق التفاهة وثقافة الهزل التي أضحت تشكل ضرورة حتمية ولابد منها عند بعض الشرائح التي تعتمد على مشاهدة فيديوهات الفضيحة التي تروج لها بعض الصحف المغربية او فيديوهات تؤرخ لبعض حالات العنف والاغتصاب أو السرقة او حتى الجريمة هدا المشهد ان كنا امام ضرورة، فإننا نجد أنفسنا أمام واقع خلقه الاعلام المغربي أو وسائل التواصل الاجتماعية ما يطلق عليها اعلام الرعب، او الاعلام الحربي الذي يسلك الضوء على الصراع و خلق الفوضى تقنية جديدة للاهاء المتتبع وتشتيت تركيزه على حدث معين، غير انه في عام 1922 عند ولتر ليمان Walter Lippmann في كتابه الرأي العام الذي يتحدث فيه عن دور الصحافة في خلق الصورة التي في رؤوس الناس عن العالم من خلال عملية جمع الاخبار وتفسيرها، وهذا يفسر الفيديو الذي لقي استياء العديد من الناس في ضل الكورونا قايدة التي نعتت بابشع الكلامات والالفاظ جراء طلبها من احد المواطنين حفظ صوت القران وخلص ليبمان إلى أن الناس يتصرفون وفق الحقائق التي يرونها أو تحدث بالفعل لكن على اساس ما يعتقدونه انه موقف حقيقي و يأتي هذا الاعتقاد اليهم عبر المعنى و التفسير الذي تقدمه لهم الصحافة، وغير بعيد عن هذا الطرح نجد السوسيولوجي هارولد لازويل الذي حدد لنا وضائف التي تلعبها فيها سائل الاعلام دور المراقب البيئي والربط بين أجزاء المجتمع والثانية نقل الثراث الاجتماعي من جيل الى جيل، وهذا الامر كان يبدو جاليا من خلال تفاعل وتظامن الفئات من المنابر الإعلامية المثقفة مع بعضها البعض عبر الانترنيت اي وسيلة الفايسبوك و التويتر كوسيلة للربط بين أجزاء المجتمع عن طريق شن حملة التوعية والتطوع و هو ماساهم في نشر و اذكاء الحس الوطني لدى جميع شرائح المجتمع، كالخلية الواحدة و دحض الفردانية وهذا ما ساهم في نقل الحملة التضامنية من العالم الافتراضي الى الواقعي و ترسيخ ثقافة مساعدة الاخر و احياء الحس التضامني داخل المجتمع المغربي ، فقد أتت نظرية بناء المعنى the meaning construction theory حيث تعتبر هته النظرية بمثابة الاساس الذي قامت عليه نظرية الغرس من خلال ثاثير وسائل الإعلام على القيم والاتجاهات و قواعد السلوك؛ التي اتجهت إلى التركيز على جوانب الإدراكية و المعرفية حيث لعبت هته النظرية الدور الكبير الذي لعبه الإعلام السمعي البصري المغربي؛ الذي ساهم فيه الانترنيت بشكل فعال سواء في الحملة التوعوية التي حضيت بالاهتمام الكبير من لدن رواد الانترنيت و رفعهم لعدة شعارات( بقى فدارك تحمي راسك و وبلادك/ stay Home to save lifes كل هته الشعارات ساهمت بشكل فعال في القضاء على الافكار النمطية التي تنادي بالفردانية في مقابل المجتمع التظامني وتعويض البراديغمات القديمة بالباديغمات الجديدة؛ في ظل هذه السيرورة البطيئة التي يعرف المجتمع وثم القضاء على أنماط قديمة في مقابل أنماط جديدة سواء في طرق التفكير ام في التطبيق على ارض الواقع حيث، ثم استبدال الفيديوهات التي كانت تضفي حس التفاهة بفيديوهات تقديم الأساتدة لدروس بالنسبة للتلاميذ، او بث محاضرات مسجلة من طرف الأساتدة الباحثين للطلبة في الجامعات والمعاهد العليا بالإضافة إلى ظهور حس النضوج للصحافة المغربية في التعريف و نقل اخبار اطباء باحثين في مجال الطب والبيولوجيا، وكذلك التعريف ببعض المخترعين الدين ساهموا باختراعاتهم لانقاد مستقبل البشرية.
هذا الوعي هو تحول جذري من مجتمع التفاهة الى مجتمع واعي، والإنتقال من مجتمع تحكمه شريحة التافهين الى مجتمع تحكمه النخبة المثقفة.
 
محمد حتيمي – مدينة الرباط

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :