محمد البلبال يكتب: جسر الوقت

27 فبراير 2020

الوقت جسر لي
وجسد ممهد للذكريات،

أمواجه ممتدة جذلى
تصطدم بأنغام روابينا،
لايتعب الوقت
لكننا نتعذب،
نرغب في ترتيب بوحنا

نذهب إليه
مبتهلين
متجهدين،
نعود
إلينا
فنتجدد،
لكن الوقت لايتعب،
جسد يشبه أي قطعة نرد
أو تمثال الاه قديم
نظن أنها تتلاشى.
لكنه يتبدد،
الوقت ساكن كالموج حين
يتردد على قارعة الصخر
والرياح والمطر،
حين يتردد على بيت
الدعارة،
حين ينام
بحضرة السلطان،
حين يأتيه السهاد
فينتفض
كحصان الوقت
ويطير كبراق
الدهشة،
هو الوقت ياسيدتي
جسد ممتد،
هو الوقت لانبض له ولا جسد،
هو الوقت أمير الشوق
ونبي العارفين،
هو الوقت عاشق الشمس والنص
والقمر،
يسمو بسموك
يهفو كبساط مخملي
تداعبه ريح أنسامك،
ولا يهتم
بأقوال الصحف
ومظاهرات
المغادرين
نحو جنائز الصمت
وحالات الهيولى،
هو الوقت غير الأدونيسي
هو وقت لوقت آخر.
يتخطى عتبات البدو
وأرقام النرد
وموسيقى الفلامنكو
دمثة أخلاق الشعوب دون وقت.
بعيد ذاك السراب
المتحول
في سماء وقتنا،
شرق ضياء الكون
وشرنقات البدايات
ولغو العارفين
المهتمين أكثر من اللازم بأنانتهم
والخارجين
عن أنساق الوقت
وأحلامنا.
ياأيها الوقت
وزعنا علينا
ولاتترك ذرة من شعاعك
اإلا واخترقت
أضلع الشاذين
عن سكة صوتك،
وسمعك،
وإحساساتك الجارفة.
أيها الوقت
ياذاكرة الذاكرات
ويا رشح فيض الإنتباه
ويا وظيفة لانفتقدها إلا في كبح رياح الرغبة
بين المرونة
وسؤال:
من أنت أيها الوقت
لتنام
على أريكة نوبل وأحلام سبينوزا؟
تمشي لتخترق كل خطوط الطول والعرض
وكل الأرض؟
أي أنانية
وأي
غنج
بنيت به أبراجك
لتعيد للوقت وقته
ولعش اللقلاق أنسه
ولحبيبتي كل الذكريات.؟
أيها الوقت اتركني
أبحث عنك وعني
لاتقاوم في البر
ولا في البحر
لأن الماء والرمل
توءمان،
ولأن الشمس والقمر صنوان،
بأي وقت هما يكذبان؟,
أيها الوقت اتركني طليق العنان،
فأنا بشر لا يقوى على القيد،
يهوى جمال الوقت وسلاطين الفراش
والوقت حيث كان.

 

سي محمد البلبال – الدارالبيضاء

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

One comment on “محمد البلبال يكتب: جسر الوقت

: / :