لمياء عبد السلام تكتب: مذكراتُ طالبةٍ جامعية

17 سبتمبر 2019

هي بداياتٌ هادئة لصوت رقيقٍ،حالم يسكنُ الروح،ويبحث بين مساربِ الحياةِ عن إيقاع النبضاتِ،إذ أن ذلك الخافقُ، يصبو لحر شوقه إلى رؤية المحبوب ،إلى الإنشغال به،وقد استيقظ شغافُ القلب وهو يتراقصُ على أقدام الحب والجوى ..

وهي  كصبيةٍ يانعةٍ تواقةٍ تعيشُ بين صفحات الكتبِ ..  طالبةٌ  جامعيةٌ شغوفةٌ ..عاشقةٌ لرقصاتِ الحروفِ الثملى بالرومانسيةِ.. تمضي لا تأبهُ لشئ..غير  شهادتها الأدبية ..تتسائلُ روحها..

ألا يَحِقُّ لها أن تحلم بفارس أحلامها السرمدية..؟

تخيلتهُ..فجاءها واقعا..وهو يجلسُ أمامها في  مكتبة الكلية..
وسيماً..بهياً..يلتهمُ مثلها من الكتب ما يصنعُ النفسَ ويولد الذات ..
فكانت بينهما   نظراتٌ وِدِّية..وإشاراتٌ..ثم ابتساماتٌ..كلها  كانت تسعى لخلقِ علاقةٍ جدية.. يَغْتَرِفُونها بنهمٍ من ألوانِ الحكايا النَّدِيَّة..
أحبتهُ وأحبها..ظنت ذلك..
فبين رفوفِ الكتبِ..الْتَبَسَتْ عليها مَشاعرها الوردية ..ظنتهُ مثقفا..أنيقا..راقيا..صادقا..أنزلت عليه كل الصفات..الملائكية..
فعينيها ليس فيهما عيبٌ..غَير عَيْبِ عَمَى الألوانِ الذي  يصيبُ نظر َ  المحبين منذُ الأزلية ..

و الذين إذا  ما أحبوا كَفَّ بصرهم عن كل شئ..بكل رضية..

لم تسترد قوةَ  لِحَاظِهَا إلا لمَّا ألقى الواقع على حُلمها .. قَميصَ الخيانة.. فرأته مع غيرها..يسرد لها مثل ما همس في قلبها من ترانيم الهوى ..
كاذبٌ أنت يا حبيبي !
فقد كان  كل ذلك البوح مجرد خواطر رومانسية..
أو أشعار قبانية..
نثرتها عليهم تلك الكتبُ السحرية..
فما إن  يَبْتَعِدُوا عن فضاءِ  المكتبة..حتى يَنْفُضَ الريحُ غُبَار سحرِ تلك الأمسية..التي وصفتها هي  بالمحبة الأبدية..

هَتَفَتْ رُوحها بِكَسْرَةٍ..

لا ليست أحلامي واهية..! وسأمضي ببرودةٍ  لا مبالية ..
فأنا لا أقبلُ إلا بأخلاق راقية.. تستحقُ مشاعري السامية..
رددتْ ذلك وهي تُقلبُ صفحاتِ كتابها..وهي تقرأ عُنوانه ..ذهب مع الريح gone with the wind والذي فضلت أن تقرأه اليوم بالإنجليزية..

 

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :