لبنى مجنون تكتب: قوارب الموت

29 مايو 2021

في مكان كمكاننا هذا ، أشخاص حالهم كحالنا هذا؛ يعانون يذرفون السيل الجارف يقهرون يقتاتون الألم ويظهرون البسمة على المحيا، أناس أرهقتهم دنياهم أسقطتهم صرعى طريحي الفراش لا يقوون على المجازفة استأصلت قواهم جردتهم من كل شيء و تركت لهم اللاشىء عوضا. أفقدوا القدرة على التحمل حتى باتوا ينشدون اللحن ذاك القائل قل للزمان المنهك لنا لك سلمت أمري افعل ما شئت فما عاد لما يحدث وقع ولا للقادم اهمية. في مكان ما، أوجد أنا التي امتصصت قواي وجردت من كل مقاوماتي. لك سلمت الأمر يا زماني… أأبصرتم حجم الألم، أأ طلعتك على مدى عمق الجروح؟ ناس أطلقت العنان للكل لم تعد تكترث ولا تبالي تعمل بمقولة فليقع ما يقع فالواقع واقع وما سواي واقع ناس عشرينية بمواصفات ستينية قلب شبابي بمعدات الشيوخ أتعرفون من هم هؤلاء؟ ألا تودون أن تعرفوا؟ أم أنكم كالبواقي لا تكترثون؟ أولئك هم المالون أولئك هم المضجرون أولئك هم أصحاب الإرادة التي او بالأحرى الرغبة المشددة في الهروب الفرار، الموت… فالتخلص من كل هذه الكآبة من هذا الدمار هذا الخوى الذي عم الأرجاء ارحم. هنا أشخاص نبذوا وكفروا في مجتمعاتهم وعوقبوا كأنهم شيء ثانوي لا أهمية له . ماتوا تجرعوا الطعام أو التراب ومن عساه يكترث . الان اصرفوا النظر عن ما سلف.

الآن نعم الآن سأقص عليكم قصة ولنكن واضحين لنضع النقط على الحروف. إنها قصة طين يمشي فوق طين وسط أرض تدور. قصتي هذه قصة الشباب الساخط على وضعه ,النافر من كل الموجود الا من شيء واحد فقط استحوذ على كل هواجسه غلب كل أحلامه أضحى ملخص امانيه ;انها الهجرة الى ارض الاحلام, المنفذ و الحل المثالي لكل المنغصات فكرة جيدة كما يظن خاطئة كما يعرف الكل . حمزة شاب ترعرع وسط حي شعبي حي سكانه ردنهم به القليل إلى حد الفراغ نشأ ذاك الشاب هناك . نال من القهر و الفقر الشيء الكثير فلا طعام يسد رمقه ولا فراش يقيه لسعة البرد، الا حصير بال. يضعون البالي من الثياب ثياب كشف لونها الزمن أغاب جمالها توالي السنين ومع ذلك يحتملون أي مهدئ تتعاطون أنتم! رفقا بهم يا الله. كان لحمزة أصدقاء اقربهم زكرياء كانوا في نفس الوضع من المعيشة ; فقرهم لوح بهم بين أباخس المجتمع المفترس المحقن بالمسممات. نعم هما مدمنان يتعاطيان المخدرات ما يحصلون عليه من الأجر البخس يصرفونه في هذا السم حياتهم خراب في خراب جحيم بحق السماء أي حياة هذه! يعيشون حياة القرف دائما ما تحتل تجمعاتهم هما الإثنين موضوع الهجرة النجاة بأجسامهم من كل هذا وإلى من للغريب تبا لهذا الوطن الذي أفقد اليافع لذه المكوث في أرضه والرغبة في الذهاب لأرض غير أرضه. يوما وبالصدفة أوصلهم الحال إلى التعرف على أحد الأشخاص الذين يساعدون الشباب للرحيل للهدف ولكن هذا بماذا؟ ليس بلا شيء بدون بالمال فالكل لديه مقابل نظرا لبعضهم البعض بنظرة تأكيد ومعارضة فلفظ أحدهما; حسنا جهز لنا مكانا نحن الإثنين نحن موافقان وكذا سنحضر لك المال بالكامل. حسنا كما تريدان غدا المال وبعدها سأخبركما بموعد الإقلاع. أي إقلاع هذا الذي هو على مثن قارب الموت وللموت ! غادرا المكان مطلقين العنان للأرجل تسير كما تريد ويلقون الكلام من الأفواه زكريا: حمزة هذه فرصتنا ماذا علينا أن نفعل ؟ لا يجب أن نضيعها من أيادينا هفي النجاة الطريق يا حمزة ،حمزة: زكرياء كان عليك أن تفكر قبل أن تتفوه بأي كلمة لذاك الرجل أنت تعرفهم وتعرف ما يستطيعون فعله إن لم نحضر المال سيقمعون لساننا بالنحر بلا أدنى شك أنت تعرفهم لا داعي لأحكي لك، زكرياء: أووووه حمزة أنت دائما تتسرع لا تفهم الأمر اولا من قال لك ليس لنا ممن نحضر المال الحل أمام عينيك ياحمزة عليك أن تفتح ملتيك قليلا،حمزة: لا أفهم ماذا تقصد؟ يازكرياء وضح لي الأمر فرد زكرياء علية بضحكة خبيثة تخزن في طياتها فعلة ماكرة ،حمزة: زكرياء لاتفقدني أعصابي تكلم ولاتثر غضبي فتلفظ زكرياء بكلمة نزلت كالصاعقة على حمزة السرقة السرقة السرقة نعم علينا أن نسرق لنلوذ إلى مبتغانا فأجابه حمزة ماذا تقول؟ ماهذا الهراء الذي تتلفظ به؟ أجننت أماذا أتعرف حجم الخطورة التي تود الإقدام عليها فرد عليه قائلا: نعم أعلم أعلم ولكن ليس هناك حل آخر مرغم فأجابه: لا لا لا لن أفعل ولن أدعك تفعل فلوح له زكرياء بكلام من صغرك وأنت خائف لاتقوى على المخاطرة دائما تتحجج بفعل هذا أو ذاك تحت ذريعة الخطر أو هو منافي لمبادئك وقيمك ياأخي لن توصلك لشيء تخلى عنها ولو لمرة ولو لمرة ،حمزة:انت تهلل لاغير فرد عليه انت من هو الأحمق لا عقل أتريد أن تظل في هذه المهزلة؟ ألاتريد أن تتغير حياتك للأفضل؟ أن تكون أنت أيظا تملك سيارة لباس أنيق مال وكل ماتحلم به أن تصبح شخصا آخر منزل كما تشتهي عائلة كما ترغب فيها مجتمع كما تطمح له ألاتريد هذا هيه أنا أكلمك أأيقظك كلامي هذا؟ من سباتك المبادئي ذاك أماذا؟ أبدات تتسع دائرة رؤيتك الآن حمدا لله انك عدت لوعي ماذا قلت؟ أستقبل بنا قلت ؟ هل ستشاركني العملية ؟ لننقذ أنفسنا وعائلتنا من حظيرة الوحل من ذاك القرف الذين هم فيه أم لا أجبني ياحمزة فالوقت فأنا أنتظر ولكن الوقت لاينتظر يداهما فكر مليا وأجبني هيا فكر بسرعة ياأخي إنها فرصة العمر لن تعيد وليمة الدنيا تقديمها إياك….

في هذه الأحيان استحوذ شيطان المكر والخداع على قلب حمزة على بصيلات عقله حتى طاوعته نفسه وأجاب بنعم أنا موافق على عرضك وياليته لم يقلها ياليته يعرف ماذا ينتظرهم؟ لأقلع عن هذا الجرم البشع هذا عن هذه المغارة الوحشية من الهاوية التي هم ينقادون إليه أخذ يرقص زكرياء من شدة الفرح كالطفل الصغير عيناه كأنها تقل لقد انتصرت الآن سأصل إلى ماأريده الحياة تنتظرنا ياأخي لم يجبه حمزه لايحرك ساكنا يمعن النظر في شيء ولايفكر فيه في الأصل عقله أقلع به لعالم آخر غير الموجود هذا ياأخي حمزة حمزة حمزة أين سرحت؟ لاشيء لاشيء كنت أفكر فقط كنت أفكر فيماذا تفكر؟ لاتقولي أنك تود الرجوع في كلامك لالا ليس هذا مايشغل بالي مااستحوذ على عقلي شيء نقيض هذا إذا ماهو ياأخي احكي لي ألست صديقك؟ لاشيء انسي الموضوع قلي كيف؟ومتى؟ سنذهب لنقم بالعملية الليلة الليلة سنفذها وسننقذ أنفسنا من هذا الهراب حسنا الآن سأذهب لأسير قليلا لوحدي نلتقي ليلا لتذهب حسنا اذهب الليل ونلتقي في مكاننا المألوف مع السلامة أراك ليلا إلى اللقاء أخذ حمزة يسير لوحده يفكر يمعن النظر شارد البال ويقول هل حقا سأصبوا إلى ماأبتغي؟ هل حقا سيتغير هذا؟ هل سأنجح وأجلب المال وأصبح أنا أيظا كالبواقي ؟ ستبتلعني الرفاهية ويستفرغني الفقر والرذالة ماذا لو لم ننجح؟ ماذا سيقع لو أمسكت بنا الشرطة وزاد الطين بلة؟ ياالله حياتي بأسرها أسقط الودق المستمر أصبر على كل معتري ولاأعارض أقول هذا قضاء الله وقدره سأصبر إن أن يحن الله علي وعلى أقراني هذا ماإلا ابتلاء من الله عز وجل وسيفرج بالتأكيد ربي مولاي أعرف حق المعرفة أن هذا الفعل حرام وهو ذنب وفي حد ذاته معصية ولكن ماعساي أن أفعل لاأجد البديل يامولاي فقد نهبت حياتي جسدي تجرعت القهر إلى حد التخمة أليس من حقي أن أعيش أنا أيظا؟ أم ملعون أنا مكتوب على على جبيني ستعيش السعادة ولن تتذوق السعادة أماذا؟ ربي كن عونا لي الطف بي ساعدني كن سندا لي ولاتخذلني فيك أومن وبك أتقوى وظل على هذا الحال حمزة وقتا من الزمن يمشي ويمشي ويمشي يكلم نفسه ولايشعر بالوقت المار مرور السيف في أحشاء المقاتل أخذت خيوط القاتم تنسدل شيء فشيء حتى عم الأرجاء فجأة استيقظ من نوم اللانوم أوووه ماهذا الذي فعلته؟ لقد نسيت قد حل الظلام واتفقت مع زكرياء أن ننجز المهمة وتأخرت عليه ماهذا الذي فعلته؟ أخذ يهرول مسرعا كالأحمق يهرول كأن بهرولته تلك يسابق الزمن لايدعه يفوته يهرول ويهرول إلى أن وصل إلى المكان حيث وجد زكرياء ينتظر كما اتفقا ثم اتكأ عليه ويلهت سائلا إياه زكرياء: مابك لما أنت مسرع هكذا أطاردك مطارد فقال حمزة: لانيست نفسي ونسيت لقائنا هذا فلما داهمت الموقف هرولت لألحقك لم أتأخر جئت في الوقت أليس كذلك ؟ لا لاتأخذ ببالك لازال الوقت أمامنا خذ نفسا أولا لتستأنف العمل هيا… حسنا صديقي ارتحت تكلم دعني أطلع على العملية لأكن جاهزا أعطني سمعك في الأول سنقفز جدار ذاك البيت سكانه سافروا لخارج البلاد منذ يومين ولايوجد الحارس وهو حارس على مجموعة من المنازل الفخمة هذا ماسنستغله لننفذ العملية بنجاح نسيت لديهم كلب داخل البيت بالحديقة التي بقرب المسبح عليك أن تكن حذرا فهو كلب ضخم إن رآنا لن نفلت من قبضته حسنا سآخذ الحيكة والحذر كن مطمئنا وأنت أيظا لاتشغل بالك بي سأتدبر أمري بعد وقت من تلك الدراسة المدققة للخطة اتجهوا مشيا على الأقدام باتجاه ذاك المنزل هاهما وصلا إليه هيا اقفز فقفز زكرياء ولحق به حمزة وبدأى يسيران على أطراف أصابعهما كي لايصدران صوتا ويكشف أمرهما حتى وصلا إلى باب المنزل وبما أن زكرياء يشتغل في هذه الأشياء فهو يعرف بعد محاولات لفتحه وأخيرا فتح أوه لقد فتح هيا ادخل خذ هذا المصباح لينير طريقك العتمة عمت الكل حتى كاد لايبصر شيء بدأو يحومان أجزاء البيت ودخلوا الغرف وأخذوا كل ماهو غالي ويساوي الثمن فهذا هو الداعي لكل هذه المخاطرة أخذو المجوهرات والحلي باهظة الثمن أنظر لهذا هذه هي عيشة البذخ والثراء وإلا فلا بعد أخذ الكل وانصرفوا وبينهما هما هامين بالخروج من البيت على غفلة رآهما الحارس الحيواني بدأ يعوي ويعوي حتى تعالى صوته وقطع حبله المربوط به فركض باتجاههم بينما كان زكرياء يساعد حمزة للقفز ويقول: هيا اهرب اهرب وضع ذاك الضخم أنيابه الحادة على الرجل النحيفة من شدة القهر والذل المعاش فيه أي…



رجلي زكرياء أعطني يدك هيا هيا لأحملك فأعطاه يداه وسحبه من تلك العضة الفتاكة ولاذا بالفرار هو يظغط على رجله ويهرب وخو يصرخ من شدة الألم زكرياء رجلك تنزف لاتكترث اهرب علينا الفرار وإلا قضيا أمرنا ظلوا على ذاك الحال إلى أن وصلا الأمان وتخلصا من السابق نجونا ياأخي نجونا بأعجوبة لطف الرب بنا ذاك المكان المختزنان فيه كان منزلا مهجورا منذ زمان أخي علينا أن نعقم جرحك وإلا سيتعفن ناولني تلك الحقيبة كنت أعرف أن هذا سيحصل عندي القليل إلى النادر من بعض المعدات الطبية فناولها إياه وعقم جرجه ووضعوا رأسا على رأس وأخذوا قسطا من الراحة لم يشعرا بأنفسهما حتى غفوا مر الليل الفجع ذاك وأخذت تنسدل أشعة البراقة المضيئة وبزغت الشمس فاستفاقوا من نومهم كم نمنا ومتا نمنا؟ التعب التعب فعل بنا هذا هيا انهض علينا أن لانتأخر على الرجل وإلا ضاعت منا الفرصة ويصعب أن نجدها مجددا انقادا سالكين طريقا عند الرجل الظانين أنه المنفذ توقفا عنده فبادر بالسؤال ها أحظرتم المال؟ بالتأكيد أحظرناه هههه هكذا إذا أحسنتم صنعا هيا أعطيان إياه فاستخرجوا من جهازهم ماسرقوه ماهذا؟ أتضحكون علي أماذا ؟ أنا أريد النقوذ وليس الذهب أتفهمان أنتما الإثنين، المال أو الذهب وأين الفرق؟ دقيقة أنتما متأكدان أنه ذهب حقيقي قفا هنا سأعود بعد قليل أين أنت ذاهب؟ لاتخافا سأذهب وأعود بسرعة ثم اتجه لرجل من شكيلته وبوشوشان مع بعضهما حتى لابكاد يسمع لهما صوت هاهو قد عاد فقال:فقال صدقتم هذا ذهب حقيقي لامشكلة سأقبله قولا لي من أين أتاكم هاذا؟ مادخلك أنت هذا يخصنا نحن لاغير أسرقتم؟ عيه أنت أقفل فمك حسنا حسنا اهدئ اهدئ القارب سيقلع مع الثانية عشر ليلا لاتتأخرا سنكون في الوقت هنا مع السلامة إلى اللقاء فقال زكرياء لحمزة: لقد نجحنا ياأخي لم يتبقى إلا القليل وسنصل إلى هدفنا إن شاء الله مابك ألست مبسوطا لهذا لاليس هكذا فقط أفر لاغير اسعد ياأخي وأخيرا سننقذ من هذا القرف عزما هما الإثنين على الذهاب لم يخبرا لاالوالدين ولاالجيران ولاحتى الأصدقاء بدون شك عائلتهما لن يتركاهما يذهبان للموت بأرجلهما تفاديا لهذا أقفلا فمهما وكتما ما بالبواطن مر الوقت بسرعة البرق وهاهو القاتم عاد مجددا عاد ولكن ليس كحلة هذه الليلة الليلة حلة منفردة على الكل كأنها تود أن تخبر بفاجعة ما ولكن من ينتبه ويرد البال ليعلم لاأحد.لم يحزموا من أمتعتهم خلسة إلى القليل متجهين للمكان لما وصلوا هناك وجدوا العديد والعديد من الشباب حتى هم جاءوا لينقذوا أنفسهم من هذا الوحل الملتصق بالأجسام فأمرهم ذاك الرجل بحزم المتاع والركوب في القارب من بعد ماقاموا.. ماأمرهم إياه ركب هو في المقدمة ليبحر بهم إلى أين؟ إلى الموت ومن يعلم لاأحد أو بالأحرى يعلمون ولكن المال أخذ أعينهم وسلبهم التفكير هو يبحر ويبحر والصديقان الحميميان يمسكان لبعضهما البعض في اليد كمن يقول سنحقق سنحقق وأخيرا بعد عناء طويل هانحن نجينا وأي نجاة هي هذه التي هي للموت متجهة وللموت فيه مبحرة غلبهما النعاس فغفا كل من بالمركب حتى لم يتبقى سوى القائد فجأة اهتز القارب فاهتزت قلوب الكل من الذعر والخوف من الواقع بدأ الكل يفرز الأسئلة ماذا يحصل ؟ماذا يجري هنا ؟ فلفظ الرجل القائد بكلمتين جعلت المعمرين يصرخون صرخة النجدى القارب يهتز ماذا؟ هل هذا يعني أننا سنموت؟ أماذا؟ اهدئوا ياشباب اهدئوا الوضع سيحل هدئوا من روعكم سنجد حلا كانت تلك اليلة بشعة سوداء لانور فيها أمواج البحر هائجة ابتلعت من ابتلعت وتركت من تركت لقد أهذت زكرياء من أيادي حمزة بلعته ولم يقوى على مساعدته ناهيك عن نصف الراحلين الذين ابتلعوا بعد كل تلك الخطورة والإستماتات التي أعلبها باءت بالفشل إلا النادر منها لم يتخلصوا من تلك الوحشية إلا بعد أن استنزفت كل قواهم ولم ينجي منهم إلا القليل بعد كل عذا أخذت أشعة المشعة في الظهور وهما على مقربة من شواطئ أروبا.

لم يمضي حتى وقت قليل وهما قدر حطوا الرحال بالمهجر وحمزة ينظر نظرة المفتقد فجأة اتجه للقائد قائلا له: يجب أن نفعل شيء علينا أن نخبر الشرطة لكي يبحث عنه فسخر منه وقال أأحمق أنت أماذا؟ أتريد أن ترجع من حيث أتيت أماذا؟ الزم الصمت واذهب لتبحث لك عن مكان لتشتغل وتعيش فيه إلى أن تدبر أمرك وتحصل على أوراق الإقامة أنزل حمزة السيل الجارف من جفونه وسار مطأطئ الرأس لايقوى على تحريك ساكنا الكل توزع في تلك البلدة المجهولة الغير المألوفة اللتي لايعرفون فيها أحد قضي حمزة أياما وأياما كأنها الأعوام بالنسبة له تذكر صاحبه فنتابه الحزن والقهر المخيمان مرة هاهو يختبئ من شرطة البلد ومرة هاهو يأكل من فتات الطعام الملقى على الرصيف وحتى على النفايات تسول في أزقة المهجر وجلب شفقة الكثير منهم تعاطفا معه قدمت له إعانات عدة ساعدوه.



إلى أن قادته الأيام بوما عند رجل هو من أرض الوطن حينها قال: وأخيرا وجدت من يطبطب عني وأشكي له همي حكى له قصته فحن عليه وجلب حبه وتعاطفه معه فتوسط له عند رجل فرنسي فقبل وشغله عنده يتكفل بكلب له ينظفه ويطعمه ويقضي له حوائجه يوما بعد يوم كأنه اعتاد على المعتاد وبدأ يتأقلم معه وينسى همه والفاجعة التي حلت على رأسه وقلبت حياته رأسا على عقب عاش مدة من الهدنة بعيدا عن كل منغص رغم أنها تخزن في طياتها الكثير من الألم الذي لايعلمه إلا هو ومع ذلك لايظهر يوما وكالمعتاد خرج ليقضي بعض حوائجه إلى أن داهمته شرطة البلدة فسألته عن أوراق الإقامة فلم يجدوها عنده وأمر باعتقاله وإرجاعه للبلد ياإلهي ماهذا الذي لايسقط آلا على رأسه؟المشاكل لاتعرف سوى حمزة الطريق كله وهو لايحادث أحد بمجرد إقلاع السفينة المرجعة كأن الذكريات كأن الذكريات انقاظت كالسلسلة إلى ذهنه وعششت في بصيلات عقله ولم تفارقه تذكر صوت صديقه عندما كان يغرق وتلك الفاجعة التي عاشوها تلك الليلة لم يبالبي لم يبالي حتى وجد نفسه قد عاد مرة أخرى لنفس الوضع القهر الفقر الويل القرف كل شيء عاد للوتيرة الإعتادية بعد أن حط قدماه على أرض الوطن لم يشعر حتى أنها انقادت للذهاب لنفس المكان مكانهم هو وزكرياء وتذكر كل شيء وانتابته غيمة من الحزن والعذاب وتذكر تلك اللحظات التي قضوها مع بعضهم البعض طفولتهم مع بعض حديثه كالمستمر لقد كان كالأخ بالنسبة له يحكي له يبوح له ويشاركه الكل في الكل حمزة جلس للأرض فطلق العنان وقال :كمن يكلم شخص ما أتمنى أن تعود بي الدنيا للوراء صدقوني لن أفل مافعلته أنا نعم أنا من كنت السبب لو لم أقبل تلك الليلة لما وصلنا له الآن الهجرة ليست إلا مغامرة خطرة هي أشبه بالموت البشع نحن من نقدم للبحر وجبات جاهزة ليبتلعها ويسد جوعه نحن هم الوجبات للوحش المفترس نصيحة مني لكم ياشباب أتوسلكم اجردوا فكرة الهجرة من أذهانكم لن تردي بكم للشيء الجيد هاأنا مثال أمامكم فقدت الصديق والحبيب والأخ فقدت صديق الطفولة بسبب تهوري هذا. وهكذا ظل حمزة يكمل حياته حياة الذي فقد فافتقد ففقد خذوا العبرة ياشباب لاتقدموا أنفسكم وجبات جاهزة تتلذء بها أنياب البحر فكروا بعمق وتصرفوا بحذر لاتخاطروا بحياتكم وتنقادوا للهاوية استأصلوا الفكرة الشنعاء من الرؤوس كونوا راشدين بتصرفاتكم لاتكونوا كالأطفال أفعالك صبيانية تتصرفوا بلا عقل ولا تفكير .لا تهاجروا لاتدعوا أقدامكم تطأ مستنقع الموت الخيالي.

لبنى مجنون – مدينة الخميسات.



اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :