كمال العود يكتب: غيرها

غيرها

بعد عام من العمل الشاق والذؤوب، في مرسمها، أعجبت بإلتزامه وذكائه وريشته الرشيقة على اللوحة.
أسّرت بذلك لصديقتها، الأخيرة نهتها عن شعورها، وقالت لها:
شعورك لا يعدو شغف فني
هام في جمالها الخمسيني، وأعجب بحسن قيادتها، ومكانتها في الوسط الفني.
اتفقا على زواج سري، اتخدا شقة مجاورة للمرسم مسكنا لهما، حتى لا تحرج معارفها وأبناءها.
بين ليلة وضحاها أضحى مالكا للمرسم، وهبته مالا وسيارة وجسدا.
~~~~~~~~~~~
بعد سنتين، اكتشفت رغبته في زواج من غيرها –زوجة شابة- لتكون أما لأبناءه، أخبرته علانا أنها محبة له في كل الحالات.

مطرح النفايات
على تخوم الغابة، توقفت سيارة مرقمة ب”المغرب” وأرقام أخرى، ترجل منها موظف رسمي، ببذلته الأنيقة وحذاءه اللامع، يحمل ملفا بداخله ورقة بلغة موليير وتحمل طابعا أزرقا.
أحمد فلاح بسيط يسكن كوخا صغيرا مع إبنه الصغير. الكوخ أقيم على أرض متوارثة أب عن جد.
أخرج الموظف الورقة، أمر أحمد بالتوقيع عليها، استجاب له طواعية، كما هي عادة القرويين أمام المخزن، قال له الموظف:
هذه الأرض ملك للدولة، سيقام عليها مطرح لنفايات
بعد لحظة سقط أحمد من هول ما سمع. يغادر الموظف وعلى محياه ابتسامة منتصر، يهرع الولد نحو أبيه.
خلفت السيارة غبارا متراكما، لم يبقى منها أي أثر، إلا جسد مسجى وسط التراب.

كمال العود -اولاد تايمة