كريم الحدادي يكتب: يوميات رجل أرهقه السؤال – الجزء الخامس-

16 أكتوبر 2019

و أنا عائد إلى الصفحة العاشرة كانت قد أثارت انتباهي، صادفت رجلا يتحسر على فقدان المال أمام مقهى للقمار، فتركته و عدت إلى الصفحة العاشرة لأجد عجوزا أخرى تبكي و تنوح على عتبة الباب. و كان المكان يثير نوعا من الخوف و الرعب التامين، و كان هناك صنف من العصافير تضجر أصواتها المسامع و تبعث على الموت.

كانت العجوز تتحدث الفرنسية و هي ليست على هيئة الفرنسيات ذوات القامة و اللون المختلفين. و كانت تغمرها التجاعيد و يغطي وجهها حزن شديد و رغبة في التخلص من الحياة.

  • ما بك أيتها العجوز؟
  • أنا عجوز؟
  • نعم، على ما يبدو…
  • كيف تتجرأ على قولها أيها المغفل ذو الأذنين؟
  • أنت طفلة إذن؟ أو شابة في عز شبابها…
  • بالتـأكيد نعم، أنا كذلك.

فهمت قصة هذه المرأة بسرعة قصوى، إنها مصابة بعقدة العمر، إنها لا تحب أن تصبح عجوزا … فتركها الكل و ظلت وحيدة تخبر نفسها بأنها طفلة جميلة، مفعمة بالحياة…

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :