فوزية احمد الفيلال تكتب: بعد انتظار طويل..

12 يوليو 2019

 

فوق أرصفة الصبر

بين جفون الليل

وملائة الصباح

عوى صرير الزمن

يتلو آيات الألم

 

بعيدا يا وطن

والاغتراب يمتص رحيق الغربة

سالت كؤوس نبيذ مهاجرة

كما حمام زاجل

يكسر زجاجات المساء

بقليل من الفرح

وعباءات حزن من ثوب ساتان

 

بعيدا عنك ياوطن

أشرب نخب العالم رمادا

أشير بأصبع واحد للشمس

تُغيّرُ وجهُ الظًلً عن نافذتي

بأجنحة مائلة نحو الغروب

تهيء موائد  الوحشة والاشتياق

 

الليل يتخذنني غطاء

لظبية الجياع التائهة

في براري الندم

النهار يشكلني لوحة بلا اطار

وفراشا تمزقت ألوانه بين ورود غريبة

وأصنام على شواطئ العدم

 

بعيدا عنك ياوطن

أشعر أنني

بعيدا عن موت يلزمني

عن ساعة صمت تأسرني

عن اشتهاء لحضن يلملمني

 

حقائبي مبتورة هنا وهناك

والفجر لازال جنينا بين الحواشي

يترنح  بين الشرق والغرب

 

بعيدا عنك ياوطن

أشيد مدائن شوقي

وراء أسرار حب موؤود

أخيط من فتائل الذكريات

حنيني إلى ماء وردك

سريرا بقبلات قرمزية

ورغيف عسل

..على صدرك أتأمل شحوب الليل

كما افروديت أنام سافرة ،أتحسس لذة الليل

بلا حس..بلا نبض..   بلاعقيدة

بلا رشفات روح

في علب شفتيك  تسكرني المنية

كمخمور زقاق مهجور

سقط عنوانه جثة بين قدميه

بدرهم فضول

أقرأ كل الجرائد

ولا أجد فحوى لعمود

كتبته لأوثق ذكراك

لا أحد يقلب صفحات طريقي إليك

لا أحد يهتم لبلد تنمو عارية في الخلاء.

والمعادن صرعى

تلتقطها أيادي الغرباء

حدثني يا بلدي عن صلاح الدين

عمن قالوا آمين…

عن حروف ثمانية وعشرين

عن ادريس بمدينتي حط رحال الصالحين

عن كتب بماء الذهب دفنت أقصى

الشمال واليمين

لم كل هذا الأنين يا وطن؟

هديناك أرضا عذراء

سويا خلقناك

نجدين خيرناك للسراط هديناك

 

لمَ تركت لحافي يرثي الغربة

يُسيل دموع الأسى بين الخدين

كرضيع ضرير ضاغت منه

بوصلة الثديين

سأظل أبحث عني بين أسماء آدم

حيث كنت أنا وحيث لم يكن ولدي

إلا َفارسا بسيف ذي حدين

وعلب مملوءة بشهادات مرصعة بدم الشهداء…

 

بقلم فوزية احمد الفيلال

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :