سمير أجبالي يكتب: طلبات لا متناهية

6 ديسمبر 2021

أما عن الأب فإن سيلا من الطلبات تنهال عليه حتى يكاد يصبح مغشيا عليه ، إن هذا الأمر صعب جدا ، أن تكون أنت مصدر الأمان الوحيد و مصدر الأشياء التي يرجوها الأطفال أن تتحقق لهم ، :”أريد أن أذهب في رحلة مع أصدقائي ثمن التذكرة يفوق مائة درهم ، كما أن وجهتنا أثرية جدا فيها ما يسر الأعين”:
:” حسنا يا ولدي ستذهب في تلك النزهة ، أغمض عيناك و اذهب للنوم ،”:
:” أما أنا يا أبي أريد حذاءا جديدا ، زميلتي في القسم إشترت واحدا من آخر الموديلات الجديدة ، أنا أشعر بالغيرة منها أريد واحدا مثل حذاءها ، يعلم الله بأنني سأستاء كثيراً لو لم تشترِ لي واحدا “:
:”لا تشعري بالغيرة منها يا ابنتي بل يجب أن تكتفي بما لديك ، لا تتطلعي أبدا إلى ما في أيدي الآخرين ، هذا لا يدل على أنهم سعداء مهما ملكوا من أموال ، و حققوا من إنجازات ، سيقود بك هذا إلى الجنون و الشعور باليأس :”
أنا يا زوجي العزيز أحببت فستانا أبيضا رأيته قبيل مجيئي من العمل ، إنه مرصع باللازورد ، شكله جميل جدا ، يشبه إلى حد كبير ذلك الفستان الذي ترتديه الأميرات قديما ، أعلم أنك أكرم من أن ترفض طلبي البسيط هذا ، ثمنه يقارب نصف مليون ، إنه رخيص أليس كذلك يا زوجي العزيز؟! :”
:” حسنا يا زوجتي ، عليك بالصبر قليلا تعلمين بأن موسم الدراسة قريب ، كما أن عديد من الأمور لا تزال غامضة لم تتضح معالمها بعد ، هناك أجور و أزمات مالية خانقة ، فلتنعموا بالصبر قليلا ، فليفرجها الله “:
لا ، إنك أب مهمل لا تحب أولادك ، نحن نحبك كثيرا ، لكنك ترفض أن تعطي ابنك أموالا قليلة للتسلية رفقة أصدقاءه ، كما أنه لا يخرج كثيرا ، أما الإبنة الصغيرة الرقيقة ، فإنها لم تطلب سوى حذاءا واحدا ، أنا لا أريد غير ذلك الفستان لكنك كعادتك تجيب بأن الأجور في إزدياد ، إنك تحرمنا من أبسط الأشياء ، أي زوج أنت؟!
نحن نريد حقا الكثير من الأشياء ، لكن لو نظرنا إلى الأمور عن قرب لرأينا آباءنا في حرب دائمة مع العمل و الأجور و الضغوطات و انعدام الراحة ، فلنقدر قليلا مجهوداتهم إنهم لو وجدوا طريقة سحرية ليضعوا الجنة في أيدينا لفعلوا .
انتهت

سمير أجبالي – مدينة الدار البيضاء

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :