سليمان محمد تهراست يكتب: مَوعِدٌ مَع لَاشَيء

17 يونيو 2019
فِي هَذَا اَللّيلِ اَلْمُتّسِعِ لِلْوحِدِينْ
أُقلِبُ أَحْرُفَ اَلصّمتِ
اَلصّادُ صَياد
اَلمِيمُ بيتٌ مَسكُون بِالأَشْباحْ
اَلتّاءُ قلْبُ امْرأةٍ مَكسُور اَلْجَناحْ
 
فِي هَذَا اَللّيلِ
اَلقَلبُ مُمتَلئٌ بمَا لَسْتُ أعْرِف
رُبمَا أنَا فَارِغٌ
أَوْ رُبمَا
أنَا المُسَافِر خَارِجَ نَفْسِي
مَن يَدْرِي؟
 
فِي هَذَا اَللّيل
حِينَ أنْتظِرُ اَلزّيَارَةَ
أغْلِقُ اَلنّوافِذَ خَوْفًا مِنْ غِوايَةِ اَلحُزنِ
أُغلِقُ كُتُبَ اَلمَوتَى
وَأنْسَى
لأِتَذكّرَ أنّنِي أنْسَى مَا لَا يُنسَى
 
فِي هَذا اَللّيلِ
أعِدّ اَلأَرضَ بِمَا أبْقَى اَلكَسلُ مِني
أُتَمتِمُ (بِأشياء مُعقدة
بطرِيقةٍ سَهلة)
علَى عجَلٍ
أطْردُ صَوتِي خَارجًا مِثل لِص الكَلمَةِ
أَنَا لَا أُرِيدُ أحَدًا
 
يَكفِي هَذا اَلصّدَى اَلْمَازُوشِي يَمْلأُ
اَلْمَسافَة واَلزّمنْ
يَكفِي هَذَا اَلتّوحُد اَلشّهِي اَلْخَفِيف يَقفِزُ
كَعنزَةٍ شَارِدَة
يَكفِي هَذَا اَلشّقاءُ اَلنّاعِمُ يُغربِلُ اَلرّوحَ مِنْ
مَرارَةِ اَلانتِظَار اَلْمُر
 
فِي هَذَا اَللّيل
أُطيلُ اَلتّفرُس فِي وَجهِي اَلسّافِر اَلْمُنعكِس
عَلَى جِدارْ
كَيفَ يَتَسلقُ سُلمَ اَلْعُمرْ
(وَحينَ أتأملُ مَتاعِي التّافهْ)
أتذَكرُ الّذينَ يَرحَلونَ إلَى اَلشّارِع
لِيَمضَغُوا اَلرّيحْ
 
فِي هَذَا اللّيل
لَمْ يَأتي أَحَد لِزيَارتِي
فَقط صَوتِي مُنتظِر خَلفَ البَاب
وَعَنكبُوت الحُزنِ يَصطَادُ الفَراغَ
اَلمُقيمَ دَاخِلِي
 
أَنَا أَصْلًا
لَا أُرِيدُ أحَدًا
فَقدْ تَعبتُ مِنْ نفْسِي
.
.
سليمان محمد تهراست / المغرب

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :