سكينة موعلي تكتب: صدق الوفاء….

15 فبراير 2020

كان يا مكان، طفل صغير، تعلق تعلقا لا مثيل له بمجموعة من الحيوانات الأليفة: قطة و ديك و كلب. كان الطفل و عائلته يحتمون من الحر و البرد في منزل هش، مكون من أغصان الأشجار و جذوعها. كلما خرج المنزل، للالتحاق بالمدرسة التي تبعد عن المنزل ببض الكيلومترات، تتبعه الحيوانات، و لا تفارقه إلا بعد أن يصرخ و يبدي غضبه أمامهم.

لقد كان والده يعمل في المدينة، تارة يحرس المباني و تارة يضفي على الأحذية بعض الوضوح و اللمعان. بينما أمه تعمل في المنزل، ربة بيت…

في يوم من الأيام، كان لزاما على الأب أن يقترب من عائلته، فساعدهم على الرحيل إلى المدينة. وحين شرعوا في لملمة أغراضهم، كانت الحيوانات تراقبهم باستمرار. لملمت الأغراض و تحركت السيارة نحو المدينة، تاركة الحيوانات تبكي .

التفت الطفل و الدموع تغمر مقلتيه، و هو لا يريد أن يلتفت، لقد منعه أبوه من اصطحاب الحيوانات و خاصة الكلب، حين استدار وجد الكلب يجري وراء السيارة بسرعة… رحلت العائلة…

لكن، ظلت صورة الكلب ترافق مخيلة الطفل. في المدرسة، في الجامعة، و في العمل، في كل مكان، كان الكلب يجري باستمرار و كأنه لم يصل بعد، يجري فحسب…

و مرت الأيام، و السنين، و تخرج الطفل طبيبا و ظل طفلا حتى مجيء ذلك اليوم من العطلة، ركب سيارته الفاخرة و شد الرحال صوب البادية، ليستنشق عبيرها و يضم جيرانه الشيوخ، و يطل من أطلالها على أطلالها.

لكن المثير في هذه الرحلة هو ذلك الكلب الذي أجبر الطبيب على التوقف و النزول و إجراء فحص كانت نتائجه أن التقى من جديد بكلبه، حين وجد علامة كان قد هندسها على أذن الكلب… عانق الكلب كما تعانق الأم رضيعها و ساروا في جو مثالي في جانب الطريق…

هذا هو وفاء الكلاب، قد يكون أحيانا أحسن من وفاء الإنسان

سكينة موعلي، 14سنة، مولاي بوعزة، تلميذة سنة ثالثة إعدادي.

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

One comment on “سكينة موعلي تكتب: صدق الوفاء….

  1. Tbarklah 3lik♥️

: / :