سارة عيادي تكتب: الرحيل…

8 نوفمبر 2019

حين وجدت نفسي على أدراج عالم آخر عالم من النسيان؛ جعلني هول الفكرة أمسك قلمي لأكتب بعض الكلمات البسيطة تعبيرا عن الشعور الذي يخالجني من حين إلى آخر..
في كل يوم في كل مكان هنالك حياة؛ لكن الفاصل هنا أن بإمكان الحياة أن تتوقف لحظة فتصبح فجأة موتا. رجل في مكان ما في أفضل صحة، ليس مسنا حتى، وبلا تاريخ مع المرض يمضي من يوم إلى آخر يعتني بعمله وشؤونه الخاصة، وحينها يحدث أن يكون هنالك موت؛ بغتة بتنهيدة صغيرة تخرج منه ليصبح طريحا ميتا، نستطيع أن نرضى بالموت بعد طول مرض، أو في حوادث يحملها القدر، لكن أن يموت رجل بلا سبب يجعلنا نفكر في الحد الخفي بين الحياة والموت. .
طيلة حياتي وأنا أشبه نفسي، لا أحب أن أضع نفسي في قوالب التشبيهات؛ أشبه فلانا أو ذلك، لا يشعرني بالراحة مطلقا، لم أجد حالة قريبة من حالتي كي أقول أنا فلان! إنها خاصية جوهرية لوجودي؛ مغرمة بعزلتي وقلة حديثي، هادئة مستلذة بصمتي، غائبة على الدوام وقد تعلم المقربون تقبل الغياب؛ وإذ رحلت لن يكون صعبا عليهم استيعاب غيابي إلا أنه في هذه الحالة سيكون غيابا أبديا، إنها الفكرة المستمرة في ذهني ماذا لو رحلت؟
لطالما تمكنت من الإبقاء على مسافة من الحياة؛ أطالب نفسي بالنظر إلى داخلي لأختبر أعماقي، أفكر مليا ماذا سأترك ورائي؟ وأنا لا حاجة لي لأي شيء تافه مما يعرضه العالم؛ ولن أرضى كالذي يرضى بتقديم لا شيء سوى مظهره الخارجي للآخرين، إن وجودي ليس مقرونا بحبسه في مساحة ضيقة لا تتجاوز نظرة الآخرين لي.. تنضج فجأة وتتساءل من هذا الذي لا يشبهك؟


طالبة جامعية، 22 سنة ،عاشقة للخاطرة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :