رشاد محمود يكتب: بسرعة نحو المستقبل

15 ديسمبر 2020

حين أُخبر حسن بنتيجة امتحان الباكالوريا، كانت سعادته لا توصف. وسبب هذه السعادة أنه أولا حقق حلما قديما، وثانيا لأنه حاز معدلا جيدا، الشيء الذي سيمكنه من ولوج الجامعات والمعاهد التي ستضمن له مستقبلا مشرقا.
بعد انتهاء مرحلة الفرح والسعادة بالنجاح، بدأ حسن يثابر على مراسلة الجامعات والمعاهد الوطنية والدولية. ويمكن القول إنها مرحلة صعبة أيضا. فبالإضافة إلى تعدد هذه المؤسسات، فإن جلها يطلب معدلا معينا للقبول. وهكذا بدأ حسن يستشير أصدقاءه وأفرادا من عائلته اجتازوا نفس المرحلة؛ وذلك ما جعله يشعر كأنه في مفترق طرق خطير، فإما أن يمر منه بنجاح، أو يفشل فيه، وذلك ما لا يتمناه هو ووالداه اللذان يشرفان على اختياراته من قريب وبعيد.
–***-***–*-**-**-*–*-*-*-*-*-**-
منذ أن اجتاز حسن امتحان الباكالوريا بنجاح، وهو يبحث عن الجامعات والمعاهد المغربية والأوروبية التي يمكن أن تضمن له نجاحا كبيرا في مجال البحث العلمي. فبدأ يبحر في المواقع الالكترونية، بحثا عن عناوين الجامعات، وخصائصها وتخصصاتها. ويقرأ البطاقات الوصفية لهذه التخصصات التي يمكن أن تلائم تخصصه الذي هو “علوم الحياة والأرض”.
–***-***–*-**-**-*–*-*-*-*-*-**-
… كان والدي حسن شديدي الاهتمام به، خصوصا في الأسبوع الأخير قبيل سفره؛ فهذا السفر يتطلب جهدا ومالا، خصوصا في الجامعة المغربية التي سينتقل للدراسة فيها… أما حسن فكان اهتمامه مركزا على السنين القادمة: كيف ستكون؟ من هم الطلبة الذين سيلتقي بهم؟ ما هو مستواهم الدراسي؟ هل سينجح في الدراسات العليا… التي يقال عنها إنها تتطلب جهدا خاصا ومثابرة كبيرة.
–***-***–*-**-**-*–*-*-*-*-*-**-
عمل والد حسن على تشجيعه وتبسيط الصعاب التي قد تعترضه؛ فلم يبخل عليه بالنصائح، كما أنه انتقل معه إلى مدينة الرباط لمعاينة المؤسسة الجامعية التي سيدرس بها، والاقتراب من ظروف السكن والإقامة وما يرتبط بهما.
–***-***–*-**-**-*–*-*-*-*-*-**-
وفي صباح يوم السبت، سافر حسن إلى الرباط رفقة والديه، حيث كان يودع مرحلة ويستقبل أخرى… وها قد انطوت صفحة وانفتحت أخرى كلها أمل وعمل ومثابرة من أجل نيل الشهادة التي طالما انتظرها هو ووالديه. وظلت طوال الطريق تتردد في ذهنه نصائح والديه، وبعض تفاصيل الحياة الجديدة التي سمع أو قرأ عنها كثيرا.
وصل حسن إلى جامعته وإقامته الجامعية، ودعه والداه وتركاه رفقة زملاء في الدراسة قادمين من كل المدن المغربية. استقر الطالب الطموح… وكله أمل في مسار مختلف يتسم بالنجاح والتفوق.

رشاد محمود – مدينة الرباط

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :