حكمت شقور تكتب: رسالة من مفقودة

2 نوفمبر 2019

” أمي العزيزة، والدي العزيز، إخوتي الغاليين، ركبت قارب الأحلام، ولا أعرف إن كان فعلا سيوصلني إلى أحلامي أم أنه سيوصلني لقمة سهلة إلى أفواه الحيتان الكبيرة في عرض البحر. لم أركب هذا القارب حبا أو اختيارا وإنما هو قرار المظطر الذي لا حول له ولا قوة.لقد خذلتني الأحلام في بلدي رغم أنها كانت أحلاما بسيطة.فقط عمل شريف أضمن به كرامتي وكرامة أسرتي. لكن الحلم على مايبدو ممنوع ، في بلدي، على الفقراء.

أمي الحنونة، أبي الغالي: إن قدر لي إن أصل إلى بلاد المهجر فأعدكم أني سأعمل وأعمل بكد كي أرد ولو جزءا من الجميل ومن التعب الذي تعبتمانه من أجل أن أكمل دراستي وأحصل على الإجازة رغم ضيق الحال ، وسأساعد إخوتي الصغار على أكمال دراستهم وتحقيق طموحاتهم. وإن قدر لي الموت فاعلموا أن الأمر كله بيد الله، ولتترحموا علي كلما ذكرتمونني .”


ابنتكم المؤمنة بقضاء الله

“حياة”

كانت فاطمة، الأخت الصغرى لحياة، تقرأ رسالة أختها المفقودة وهي تنتحب .الرسالة التي وجدوها في الغرفة والتي دستها حياة تحت فراشها قبل أن تغادر البيت في صباح ذلك اليوم المشؤوم.

أما الأم المكلومة فقد كانت كمن خرج لتوه من قبر، عيناها جاحظتان ووجهها شاحب كلون الموت. إنها مصدومة من هول الفاجعة، عقلها يأبى أن يصدق أن ابنتها البكر” حياة” قد فارقت الحياة وابتلعها البحر كما ابتلع

العديد من قبلها وسيبتلع العديد بعدها ممن ركبوا قوارب الأحلام الزائفة.

 

حكمت شقور – مدينة الدارالبيضاء

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :