الشاعر حامد الشاعر يكتب: أديب ليكسوس

20 يونيو 2019
يرثي الزمان أديبها    ليكسوس ــــــــــ يحكي   حكايات  لنا و يدوس
قهرا على كل    العيون   بساقه ــــــــــ و   كتابه   في  كفه   محروس
للفكر حرب و  العقول    ينيرها ــــــــــ تبكي على قتلى هواه    بسوس
جونيه يروي    للعرائش    سره ــــــــــ و حديثه ذو قيمة     مدروس
و كأنه  قبل     القيامة     قومها ــــــــــ النار التي تعطي الشرار مجوس
.. .. .. .. ..
قد قاد ثورتها    بمشعل    فكره ــــــــــ عن عودها بلدي يزال   السوس
قد عاش جان جنونه  و    فنونه ــــــــــ بسياسة العشاق   كان    يسوس
هذا الزمان تصير فيه    عجائب ــــــــــ و رئيسه في   رأسه    مرؤوس
و سقى السكارى من كؤوس محبة  ــــــــــ رفعت مع اليد كالنجوم كؤوس
أهرامه الباني على   شط     البلا ـــــــــ د و هدمها لا تستطيع     فؤوس
.. .. .. .. ..
تعطى إلى أهل العرائش و الحمى ــــــــــ منه الوصايا   للوصي   دروس
مثل المليك المعتلي عرش  العلى ــــــــــ تجبى إلى قصر الملوك   مكوس
قد كان  كالقمر     المنير    بليله ــــــــــ و له تغني    كالنجوم     أموس
قد كان كالشمس المنيرة   تنحني ـــــــــــ بظهيرة الدنيا    لها    و رؤوس
و عريسها قد كان في الأعراس طا ــــــــــ بت زهرة الدنيا لديه   عروس
.. .. .. .. ..
أفكاره في الليل   أقمار    ترى ـــــــــ بنهاره  العقل    المنير     شموس
وجه الكتاب   أنيسه    و جليسه ــــــــــ و الحرف من دون العتاب  أنوس
أغراسه تختال   في     أعراسه ــــــــــ و الفكر ينمو في النهى المغروس
قد ألف الكتب الكثيرة في   عوا ـــــــــ لم   فنه      إحساسه     محسوس
مثل الولادة و  الممات    فنونها ـــــــــ و لها الكتابة  كالزفاف     طقوس
.. .. .. .. ..
و الشامخ الراسي كطود حرفه ــــــــــ طول السلام    كلامه    المهموس
أمل    كبير    عنده     بحياته ـــــــــ و الكل في قدر   المنون     يؤوس
شرف الكتابة في الصدور وسامها ــــــــــ ترف فما هو قدره   المخسوس
قد جن كالجن  الجنون     أصابه ــــــــــ بالفن يعجب  عقله     المهووس
بدر البدور علا  يطيب    أمامه ـــــــــ شدو الشموس و حضرة و جلوس
.. .. .. .. ..
كاللعبة    الدنيا    سعيد    حظه ــــــــــ قد كان   فيها    غيره    منحوس
علم الأحبة يرفع  الدنيا     بها  ــــــــــ علم العدى في النكسة    المنكوس
قدر المنون بنا تحيط    شراكه ــــــــــ في شكلها حرب الحياة    ضروس
و طبيبه الساقي المداوي يا حبي ـــــــــ ب تطيب بالحب الجميل    نفوس
إن باكيا يأتي سيرحل    ضاحكا ــــــــــ بحياتنا وجه     المنون    عبوس
.. .. .. .. ..
و الفكرة المثلى لديه    عروسة ـــــــــ في عرسها الدنيا الغرور    نعوس
كالطفل يلهو في ملاعبه   الهوى ـــــــــ في عيده حلوى العروس    يلوس
قد كان  للدار     الحبيبة    حاميا ــــــــــ وجه الكرام  فم الزمان    يبوس
حزب الفساد طغى  الديار  بسيفه ــــــــــ لما هوى  درع الحماة    يجوس
.. .. .. .. ..
تنقاد للقدر    المبين    و   مثلما ــــــــــ تنقاد    للذبح     المهين    تيوس
أقلامه عرض السجال     سيوفه ــــــــــ أسفاره    طول    الجدال تروس
تبقى على    مر الدهور  مزاره ــــــــــ تروي له قصص الهوى ليكسوس
في حربه القلم العجيب    سلاحه ــــــــــ و به دواما     يقسم      القدوس
الشاعر حامد الشاعر
 مدينة ليكسوس الأثرية  بناها الفينيقيون و من بعدهم الرومان هي ما بين مدينة العرائش في الجنوب الغربي  التي ولدت بها  على بعد 5 كلم و قرية الساحل التي أعيش فيها  الآن في الشمال الغربي
جان جونيه  شاعر و روائي و كاتب مسرحي شهير ولد في 19ديسمبر و توفي في 15 أبريل 1986دفن في العرائش بناء على وصية كتبها و التي أحبها و عاشر أهلها و مسار حياته حافل بالانجازات و مليء بالألم و العنف و التهميش فهو ولد لقيطا و مارس السرقة من صغره و كانت له ميول جنسية غير سوية و شاذة و هرب من الخدمة العسكرية الإلزامية  و له ذكاء خارق و إحساس مرهف
انتمى إلى الحركة الأدبية مسرح العبث و اتهم بتعاطفه مع النازية و الفاشية
و الفيلسوف العالمي سارتر هو من تدخل لإطلاق سراحه من السجن و النيل العفو الرئاسي و جان كوكتو أعجب به كثيرا
كان دائما ضد سياسة فرنسا الإمبريالية و الاستعمارية و ساند القضية الفلسطينية و الثوار و الفدائيين و أشهر أعماله لافتة محكوم عليها بالإعدام و أسير عاشق و أربع ساعات في شاتيلا و مسرحية الخادمات
عاش في طنجة مع كبار الكتاب العالميين محمد شكري و الطاهر  بن جلون  ووليام بروز و بول بولز و تنسي وليامز
ساند الثورة الجزائرية و كل حركات تقرير المصير للشعوب و كان عدائيا مع بلده فرنسا
ساند حركة السود بأمريكا و شارك في المظاهرات و أشرف على الانتخابات الأمريكية
جان جونيه كاتب عالمي و شاعر متمرد و مسرحي متميز عاش و تربى و دفن في العرائش و لصدف القدر أنا ولدت و عشت في نفس الحي التي عاش فيه  المسمى جنان بوحسينة المحادي لحي  الناباص و اسم الزنقة التي عشت فيها  يحمل اسم شاعر الحمراء الكبير محمد بن إبراهيم  التي تطل على البحر و أمامه السجن المحلي و مقبرة النصارى على الشمال و و سوق صغير على اليمين و مقبرة المسلمين و في مقبرة النصارى يوجد ضريحه و هو قبلة للزوار كل عام تخلد فيها ذكرى رحيله و بها أيضا دفن كبار الكتاب خاصة الإسبان و الجنرالات و الضباط
و الرواية الأولى التي ألفها سيدتنا ذات الازهار  و
أخر كتاب ألفه سجين الحب
و هذه القصيدة أحتفي بها بأديب أريب أحب بلادي و ساندها في كل قضاياها و عرف بمدينتي  العرائش عالميا

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :