احمد شعبان يكتب: سنوات في الجحيم

25 أكتوبر 2019
لا أعلم سوى أنني اليوم أشعر براحة شديدة بالانعتاق، واستنشاق طعم حرية التي لم أكن قط أحلم ان أظفر بها، آسف يا جسدي كنت قاسية معك لسنوات، كنت مجرد وعاء لوحش يبللك بلعابه كل مساء.
 
صدقوني أنني عشت مع زوجي أتعس أيام حياتي. أن تجبر على ممارسة الحب، أن تمزق عليك ثيابك أن يقبلكي يا آنستي وأنت تشعرين بالاشمئزاز من رائحته، شيء يشبه دخول خزانة من خزانات الجحيم التسعة عشر.
يضع يديه على صدري بقوة تجعلني أكره جنسي وحظي، وأتحدى القدر الذي وضع مني كسيا لاحتواء أبشع فضلات المخلوقات.
عزائي كان البكاء وحنان أمي التي تستمر بقولتها التي تحسسني بمسؤوليتي، ” إنه زوجك في الاخير”.
هذا البائس، كان في كثير من المرات يقترب مني ورائحة مغامرة جديدة ما تزال عالقة في جسده، كنت أحاول إقناع ذاتي بالدخول في أعماقها والهمس في أذنها أنها مرحلة لا غير، أجبرها على التحجر والتجرد من كل الاحاسيس، من معنى الانوثة، حتى إنني حلقت شعري ظنا انه قد يشمئز مني ولو قليلا، وعساى أتنفس وأحاول أن أبدو انسانة تشبه البشر، لكن كان هذا الفعل، خطأ تغيير شكلي أجج شهوته أكثر فأكثر لأصبح جسدا بلا روح.
 
لم أكن لأستمر في العيش، لولا ذلك الشخص، ذلك الانسان الذي إحتواني بكيانه، الانسان الذي عرف تفاصيل جسدي وحكاية كل جزء منه، والمعاناة التي عاشها، أحببته وحبي فضيلة لا أشعر بالذنب بل كلما إقترب مني ذلك المسخ، أغمضت عيناي لارتمي في أحضان حبيبي الذي كان يمعن النظر في عيناي وهو يقبلني ببطئ شديد، ويسألني بكل أسف عن لحظات عذابي في الاسبوع؟
 
وكيف أقاوم لحظات الاسبوع من أجل الاستمرار في العيش.
لم أكن أحس معه بذلك الفراغ الذي يقع، بين المداعبة وفعل المباشرة، كان حريصا على الانسجام ممسكا بذاتي ومشاعري الممزقة كانه بهلوان يهوى ويعشق المناورة واللعب على الحبال.
 
كنت ولا أزال أتردد في نهاية كل أسبوع لمنزل حبيبي، كانت الايام تمر ثقيلة حتى أكاد أجن، وعندما أرتمي في أحضاته يلزمني ساعة من الزمن لابكي، لم يكن متلهفا بل كان يحضنني بالقبلات، خلافا لزوجي الذي كان في كل يوم يزيد من عمق جرحي، هي ذي قصة خيانتي، تائهة بين زوج لا يعرف سوى تمزيق لحمي وعشيق يحاول في كل مرة أن يداوي ما خلفته سنوات ورقة تافهة وقعنا عليها ونحن لا نعلم سر ومعنى الزواج. أعلم أن مصيري قد يكون الجحيم لانني مذنبة، لكن على الاقل سيكون لي طلب واحد يشفي غليلي أن ارى عضام زوجي تنصهر ببط شديد كما انصهرت احلامي الطفولية.
احمد شعبان
مدينة جرسيف

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :