أبو بكر لمليتي يكتب: هوس الكتابة

24 مايو 2019

“أكتب حتى لا تزداد الأحزان تقرحا ، و لكي لا يسقط قناع الصبر عن وجه الحال .. أكتب كأنني أدعك جلد المشقة، لعل الألم ينقص و لو قليلا .

الكتابة زكام الشاعر، الشعراء كلهم مصابون و لا علاج لهم أبدا .

أكتب حتى لا تطول مسافة القلق أكثر من اللازم، اللغة فجوة و ثغرة، حين تتعقد خيوط الوصول و تشتبك .

لا أطمع في أكثر من هذا، أن يجري المجاز رخاء بأمري، و أن تتسيب اللغة من حظائر العادة، و تضيع في حقول الدهشة .

أنا واحد ممن تكبر عليه الأمور بفوضاها ، و باللغة أحاول ترتيب كل ما يبعثره الضجر ، أحاول إعادة الخاطر إلى مكانه المناسب باللغة .

————–

(ثمة حشد من المعاني يتأزم به الحال في عقلك ، طوح به خارجا جمعه في قصيدة )

بهوس غيمة في الإمطار

يعرق جبينك

و تخفق اللغة فيك

لتكتب ..

البارحة فقط

انحنيت لتشرب

من بركة العشق

ليزول العطش عن العاطفة ،

و اليوم

تتقيأ الحب على حياتك

و تكتب

كمن يريد أن يتذكر لينسى ..

تخنق العالم

في غرفة قصيدتك

وحده قلب اللغة

من يرأف بهوسك

أيها الشاعر .

—————-

حدس اللحظة لديك

كقوس صياد

بربك ،

كيف تصيب المعاني

برمية واحدة

في الرأس؟

تمهل الأحزان

حتى تتقوى عضلات التعبير

و لا تهملها أبدا،

تكدس الكلمات

في جيب العقل

و تلقي بها كالنرد

واحدة  تلو الأخرى،

مراهنا على الدهشة .

 

أبو بكر لمليتي

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :