عبد السلام مصباح يكتب: سيرة ذاتية – مترجمة

2 أكتوبر 2020
 
 
 
قصيـــــدة للشاعــر الإسبانــــي خوســي أغوستيــن غويتيسولـــو Jose Agusti Goytisolo
ترجمهـــــا عـــن ألإسبانيــــة الشاعــــر عبــد الســـلام مصبـــاح
 
القصيدة
 
“كُنْتُ مُنْذُ شَبَابِي تَعِساً حَزِيناً
دَائِماً مُمْتِلِئاً رُعْباً، مُمْتِلِئاً حُزْنا”
– مزمور88 –
 
حِيـنَ كُنْـتُ صَغِيـراً
كُنْـتُ دَوْمـاً حَزِينـاً
وَكَـانَ أَبِـي يَقُـولُ لِـي
نَاظِـراً إِلَـي وَمُحَرِّكـاً رَأْسَـه:
يَا طِفْلِـي،
أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.
 
ثُـمَّ الْتَحَقْـتُ بِالْمَدْرَسَـة
حَامِـلاً الْخُبْـزَ وَتَحْيَّـاتِ الْوَدَاع،
لَكَـن كَـانَ الْحُـزْنُ يُرَافِقُنِـي.
نَعـقَ الأُسْتَـاذ:
أَيُّهَـا الطِّفْـلُ الصَّغِيـر
أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.
 
جَـاءَتْ، بَعْـدَ ذَلِـك، الْحَـرْب،
رَأَيْـتُ الْمَـوْت،
وَحِيـنَ انْتَهَـتْ
وَنَسِيَهَـا الْجَمِيـع
وَأَنَـا مَـا زِلْـتُ أَسْمَـعُ حَزِينـاً:
أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.
 
وحيـن ألبسونـي السراويـل الطويلـة
غيـر الحـزن، حينـاً،
سراويلـه.
فقـال أصدقائـي:
أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.
 
فْـي الشَّـارِعِ، فِـي قَاعَـاتِ الْمُحَاضَـرَات،
كَارِهـاً، مُتَعَلِّمـاً
الظَّلْـمَ وَقَوَانِينَـه،
وَتَرَاتِيـلُ الْحُـزْنِ
دَوْمـاً تُطَارِدُنِـي:
أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.
 
مِـنْ حُـزِنٍ لِحُـزْنٍ
سَقَطْـتُ مِـنْ سَلاَلِـمِ الْحَيَـاة،
وَالْفَتَـاةُ التِـي أََحْبَبْـتُ
قَالَـتْ لِـي يَوْمـاً
وَكَانَـتْ مَرِحَـة:
أَنْـتَ لاَ تَصْلُـحُ لِشَـيْءٍ.
 
نَعِيـشُ الآنَ مَعـاً،
أَخْـرُجُ نَظِيفـاً وَمُتَأَنِّقـاً.
لَنَـا طِفْلَـة
ً أَقُـولُ لَهَـا أَحْيَانـاً وَبِمَـرَح:
أَنْـتِ لاَ تَصْلُحِيـنَ لِشَـيْءٍ.
 
 
 
 
 
AUTOBIOGRAFIA
 
Jose Agusti Goytisolo
 
“ Yo fui un misero afligido desde mi mocedad,
siempre lleno de espanto, lleno de tristeza…”
 
(Salm,88)
 
 
Cuando yo era pequeño
estaba siempre triste,
y mi padre decía,
mirándome y moviendo
la cabeza: hijo mío,
no sirves para nada.
 
Después me fui al colegio
con pan y con adioses,
pero me acompañaba la tristeza.
El maestro graznó:
pequeño niño,
no sirves para nada.
 
Vivo, luego, la guerra,
la muerte –yo la vi-
y cuando hubo pasado
y todos la olvidaron,
yo, triste, seguí oyendo
no sirves para nada.
 
Y cuando me pusieron
los pantalones largos,
la tristeza en seguida
cambió de pantalones.
Mi amigos dijeron:
no sirves para nada.
En la calle, en las aulas,
odiando y aprendiendo
la injusticia y sus leyes,
me perseguía siempre
la triste cantinela:
no sirves para nada.
 
De tristeza en tristeza
caí por los peldaños
de la vida. Y un día
la muchacha que amo
me dijo, y era alegre:
no sirves para nada.
 
Ahora vivo con ella,
voy limpio y bien peinado.
Tenemos una niña,
a la que, a veces, digo,
también con alegría:
no sirves para nada.
 
– الشاعر
ولد خوسي أغوستين غويتيسولو يوم 03/04/1928 ببرشلونة التي تابع بها دراسته الابتدائية والثانوية قبل أن ينتقل إلى مدريد حيث حصل بجامعتها على شهادة الإجازة في القانون والعلوم السياسية عام1950.باستثناء أسفاره المديدة والعديدة أقام بمسقط رأسه حيث اشتغل في مؤسسة للطباعة والنشر، وهو يعد العنصر الرئيسي الفعَّال في إنشاء ورشة الفن المعماري التي كان يديرها “ريكاردو بوفيي”Ricardo Bofill”
أحرز على عدة جوائز:
– جائزة أدونيس لعام 1955 عن ديوانه الأول”العودةEl retorno”.
– جائزة بُوسْكَان لعام1956عن ديوانه “مزامير الريحSalmos Al Viento”.
– جائزة أُسياسْ مارشْ لعام 1959 عن ديوانه”صفاءClaridad”.
هذه الدواوين الثلاثة نشرها عام1961 في مجلد واحد تحت عنوان “سنوات حاسمة”.
ظهرت له لاحقاً الدواوين التالية:
– شيء يحدث Algo Sucede: 1968.
– سنوات فاصلة .Años Decisivos1961
– في ظل التسامح Bajo Tolerancia : 1973.
– عن الزمن والنسيان Del Tiempo y del Olvido: 1977
– كلمات إلى خولياPalabras Para Julia :1979
– خطوات الصيادLos Pasos del Cazador
: 1980
– أحياناً حب عظيم A Veces Gran Amor :1981.
– كما قطارات الليل Como los Trenes de la Noche: 1994
لقد حقق غويتيسولو عملاً ممتازاً ومهماً حين ترجم إلى ألإسبانية قصائد ل:ثِيساري بافيسي Cesare Pavese، بيير باولو باسوليني Pier Paolo Pasolini، مونتالي كواسيمودوMontali Quasimodo وآخرين…
يشكل الحب والذكريات والتاريخ والثقافة..،العالم الشعري لغويتيسولو؛ هذا العالم الغني بالصور والرؤى تعبيراً عن هموم الإنسان وتطلعاته في عالم تتقاذفه الأهواء، كما يمتاز شعره بلغة حوارية تجمع بين الهجاء والرثاء، وتعبر عن عالم عدائي مضاد، مغرق في خيبة الأمل.
– انتحر 19/03/1999
 
عبد السلام مصباح – مدينة شفشاون

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :