حسن بوازكارن يكتب: في حاجة إلى تنشئة سياسية بخلفية ثقافية

16 يونيو 2021

 

كثر الحديث هذه الأيام حول قضية “العزوف عن المشاركة السياسية”، وهذا الإشكال كلّ يُرجعه إلى سبب من الأسباب الكثيرة التي جعلت الناس (خاصة فئة الشباب) يعزفون عن ممارسة الفعل السياسي والانخراط في الأحزاب، وحسب رأينا (المتواضع جدا) فالمشاركة السياسية ستتحقق عندما تتوفر لها الأرضية الصحيحة والخصبة لذلك، بداية بالعمل على تبسيط بعض الأمور التي تحول دون مشاركة الأفراد وانخراطهم في الحقل السياسي وإزالة الغموض عن بعض المواضيع والقضايا السياسية وجعلها في متناول الجميع عن طريق اعتماد المقاربة التشاركية والتواصل الناجع مع جميع فئات المجتمع، وذلك من أجل التأسيس لفهم سليم وصحيح للفعل السياسي الجاد البعيد كل البعد عن النمطية التي طغت على الأحزاب في الآونة الأخيرة.



وهذا لا يتأتى إلا بالتأسيس لهذا التغيير من خلال ما يسمى بالتنشئة السياسية بخلفية ثقافية أي العمل على تأطير وتكوين الناشئة والشباب ثقافيا وسياسيا، وذلك بغية فهم أبجديات الفعل السياسي ومرتكزات النظام السياسي الوطني والمحلي على حد سواء، وطرق إشتغال الأحزاب، وجدوى السياسة…والانفتاح على بعض القوانين الخاصة بهذا المجال، وفتح قنوات للتواصل المستمر مع السكان بطريقة واعية وموضوعية بعيدا عن التعصب الأعمى والتطرف، وتفادي الزج بالفعل السياسي في صراعات ونقاشات تفرق ولا تجمع وتقتصر على جزء من الحقيقة وليس كل الحقيقة. وهنا يتجلى دور الأحزاب المحلية وجمعيات المجتمع المدني والفاعلين السياسيين الأكفاء في التأطير والتوعية والتكوين وتقريب السياسة للأفراد بشكل ديمقراطي، واعي، راقي، وخالي مما من شأنه أن يبث القلاقل في الجسم السياسي.



فالمشاركة السياسية الواعية التي تسقى من مَعين الثقافة هي المدخل الحقيقي والصحيح لبلوغ التغيير المرغوب، عن الطريق التركيز على تغيير العقليات وبناء الإنسان أولا ثم بعدها يمكن أن نتحدث عن تحقيق التنمية الشاملة في شتى مجالات الحياة، واختيار أشخاص يستحقون مناصب المسؤولية وتجنب العاطفة والقبلية في اختيار الأشخاص…
أخيرا لا مناص من ممارسة السياسية قصد تغيير المجتمع وإعادته إلى السكة الصحيحة وقطع الطريق على الفساد وسوء التسيير وعلى المسؤولين الفاسدين والفاشلين، والمساهمة في صياغة سياسات محلية ووطنية ترتقي بالشأن العام إلى المستوى الذي يجب أن يكون عليه والذي يتمناه الجميع…

حسن بوازكارن – أولوز



اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :