يوسف اعميرة يكتب: يوميات رجل درعي (1).

11 أغسطس 2021




قضيت نصف النهار أتنقل بين أروقة السوق الأسبوعي، تحت شمس غشت الحارقة، الغبار المتناثر هنا وهناك؛ زاد المكان سوءا. سرت أنقب بصبر عن أرخص المعروضات، في محاولة يائسة لتوفير بعض المال، فما أرسله ولدي، ذاك الذي أفنى شبابه مغتربا في مدينة قرب المحيط، قارب على النفاذ، والشهر ما يزال طويلا جدا.. أو هكذا خيل إلي. بعد أن ابتعت ما استطاعه جيبي، مشيت إلى البيت أنتزع قدماي من الأرض انتزاعا، هائما بين مطرقة العوز الذي أنهك قواي، وسندان الحر التي بدد طاقتي، لما وصلت؛ أسرعت ودلفت الحمام، تخلصت من أسمالي الثقيلة، ثم هممت بفتح الصنبور لأنعش جسدي بالماء، وأنا أنتظر خروج الماء؛ خرج (شْشْشْشْشْشْ..) ، فرت غضبا، وما إن هممت بلعن الصنبور.. والماء.. والحر.. ونفسي.. صاح أحدهم:


-لقد انقطع الماء.
هامش: (شْشْشْشْشْشْ..): إشارة إلى الصوت الذي يصدره الصنبور عندما لا يكون به ماء.

يوسف اعميرة – مدينة زاكورة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

One comment on “يوسف اعميرة يكتب: يوميات رجل درعي (1).

  1. الله هم يسر ولي تعسير

: / :