كمال العود يكتب: أنا الشخص البسيط

20 فبراير 2022
 
أعرف أني شخص عادي، بحياة جد عادية، احتفل طويلا عند الصفحة الأخيرة من الكتاب، أطير فرحا في حضرة كوب قهوة سوداء، في خلوتي أضحك كالمجنون، ألتزم بالتباعد المكاني، اتجنب الرسميات، أصاب برهاب الاحتفالات السياسية، أفكر في الماضي المتعثر، أقف طويلا عند حماقاتي التي تستمر في ذاكرتي…في وحدتي أدفن عيني بين الحروف، انساق مغرما وراء ورقة عذراء، أستند على قلمي لعله يخلصني من همومي وبعد معشوقتي.
 
أقف طويلا أمام المرآة وأتسأل عن هدفي في الحياة، سؤال وجودي يؤرق مضجعي كلما طرقت بابه، سؤال آخر يزيد الطين بلة ما الحكمة من تواجدي في هذا المكان وهذا الزمان، يا لها من أسئلة محيرة لا جواب لها!!!
 
أنا الشخص البسيط…الذي لا يتحكم بمجريات الأمور…الذي يلذغ من حجر مرتين…الذي يتيه بين خيوط اليوميات كشبكة العنكبوت لا تعلم إلى أين تتجه أو إلى أين تذهب…
 
أنا الشخص البسيط…الذي تجاوز الثلاثين وهو لم يحقق ما يتمناه…الذي أهمل قائمة متمنياته…الذي يختلط عنده المعنى واللامعنى…
 
أنا الشخص البسيط…الذي تزدحم في مخيلته الشخوص والحوارات…الذي يأنس الهامش والمهمشين…الذي يحن دائما إلى الظل…الذي يكره الأضواء الكاشفة…أنا شخص عادي وبسيط…ابتسامة من غريب بإمكانها اسعادي لأيام…
 
كمال العود- مدينة تارودانت

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :