عبد العالي ايت سيدي يكتب: تحناوت خريف 2021 .

23 نوفمبر 2021

 

في طريقي ظللت اتساءل ما جدوى هذا العمل اللعين الذي يجبرني على الاستقاظ مبكرا مقابلا دريهمات معدودة تنتهي قبل انتهاء الثلاثين يوما. توقفت فجأة دونما ارادتي ابحث عن متشرد اصادفه دوما مستلقيا قرب موقف الحافلات، ليس لأنني افتقدته كشخص ، انما المشهد الرتيب أمامي بدا ناقصا بدونه. بحثت عنه يمينا وشمالا لأراه مقرفصا قرب شجرة زيتون حزينة الأغصان، كان يتغوط (…). من بعيد، رمقت بقعا بنية سائلة لزجة، قد غطت الجزء السفلي من سرواله الصوفي وبقعا اخرى اكثر سمكا تسلقت مؤخرة حذائه الأسود القديم. الجو كان شديد البرودة، الرياح تهب شرقا و غربا، كجلاد يستمتع بمعاقبة ضحاياه . المتشرد ارتسمت على وجهه ابتسامة رضى، والذباب تجمع فوق وجهه و رأسه ليقدم قبلات شكر و طاعة.

انتقل الى الجهة المقابلة، اخرج من جيبه بقايا خبز، التهمها بنهم كبير . ثم قام بنزع سترته وكورها ليصنع منها وسادة اراح رأسه عليها. ومدد جسده الكسول على المقعد. تساءلت كيف لهذا الشخص ان يبقى على قيد الحياة بطريقة عيشه هاته. يجب ان يكون قد نفق منذ زمن طويل او تمزق كبده جوعا. بدل ذلك تراه يأكل بشهية وينام نوما هادئا(…).

التفت نحوي على غير عادته، و حرك رأسه نحو الأسفل ثم الى الاعلى محركا شفتيه دون  صوت ، خيل لي كأنه يقول : قد يكون ما تقوم به غير مجدي ،و لن يجعلك غنيا ، لكنه ضروري للغاية .

 

عبد العالي ايت سيدي – تحناوت

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :