عبد السلام مصباح يكتب: هوامش آخر العام

3 يناير 2021

إلى
استمراري الجميل
رائد و غادة

1-
وَحْـدِي
أَجْلِـسُ وَحْـدِي،
فِـي آخِـرِ يَـوْمٍ
أَجْلِـسُ وَحْـدِي.
خَرَجُـوا…
ٍتَرَكُونِـي فِـي الْغُرْفَـةِ وَحْـدي،
تَرَكُونْـي وَحْـدِي…
وَحْـدِي
لَيْـسَ سِـوى الصًّمْـتِ السَّائِـبِ
يَمْـرَحُ حَوْلِـي،
يَتَغَلْغَـلُ فِـي نَفْسِـي،
بَيْـنَ شَرَايِيـنِ الْبَيْـتِ
وَفِـي أَلْبِسَـةِ الُّلعَـبِ
لَيْـسَ سِـوى الْحُـزْنِ النَّابِـتِ
مِـنْ شَرْنَقَـةِ الْقُبُـلاَتِ
الرَّقَصَـاتِ
عَلَـى صَـدْرِي يَزْحَـفُ
يَرْكُـضَ
صَـوْبَ تَفَصِيـلِ الْحَـرْفِ الْمُلْتَهِـبِ
وَالْكَلِمَـاتِ الشَّرِسَـه
وَيُسَافِـرُ فِـي دَاخِلِهَـا
أَشْتَاتـًا
كَوْكَبَـةً
وَجُنُونـًا.

2-
وَحْـدِي
أَجْلِـسُ وَحْـدِي،
وَفُتَـاتُ الْخُبْـزِ
بَقَايَـا الشَّـايِ الأَخْضَـرِ
حَوْلِـي
وَقَصَائِـدُ لُورْكَـا
نِيـرُودَا
أَلْبِيرْتِـي
وَالْمُتَنَبِّـي…
أَفْـرَاسٌ تَتَسَابَـقُ
فِـي نَبَضَاتِـي
تلْقُـحُ شَمْـسَ الْقُبُـلاَتِ
وَزَهْـرَ الْبَسَمَـاتِ
لِيُـورِقَ
يُزْهِـرَ
يُثْمِـرَ…
فِـي زَمَـنِ الصَّمْـتِ الْعَرَبِـيِّ
وَفِـي زَمَـنِ الْعُهْـرِ
وَفِـي قَـوْسِ الْخُبْـزِ الأَسْمَـرِ
وَالْحُلـمِ الْمُتَوَهِّـج
وَالْحَـرْفِ.

3-
وَحْـدِي
فِـي آخِـرِ يَـوْمٍ
أَجْلِـسُ وَحْـدِي.
أَقْـرَاُ فِـي الْمَخْطُوطَـاتِ الصَّفْـرَاءِ
وَفِـي الْمَنْشُـورَاتِ الْحَمْـرَاء…
عَـنِ الْوَهْـمِ الْمُوغِـلِ بَيْـنَ الْمَاءَيْـنِ
وَعَـنْ أَلْـوَانِ الْكَـذِبِ،
أَقْـرَأٌ فِـي ًُصُحُـفِ الْخُـذْلاَنِ
وَفِـي كُتُـبِ الإِجْهَـاضِ
وَفـي أَوْرَاقِ الْخِصْـيِ
عَـنِ الْجَلَسَـاتِ الْمُغْلَقَـةِ
عَـنْ تَارِيـخِ/
لَيَالِـي الزَّحْـفِ الْعَرَبِـي.
أَقْـرَأٌ فِـي ذَاكِـرَةِ التَّارِيـخِ الشَّرِسَـة
فِـي خَارِطَـةِ الأَزْمِنَـةِ الْحُبْلَـى
عَـنْ أَسْمَـاءِ الشُّهُـبِ.
أَقْـرَاُ فِـي الصَّفَحَـاتِ النَّاصِعَـةِ النَّكِـرَة
عَـنْ “فَتِيَـةِ الْغَضَـبِ”…
أَقْـرَأُ فِـي غَيْـرِ الْمَجَـلاَّتِ
وَفِـي غَيْـرِ الشَّاشَـةِ
عَـنِ عِشْـقِ الْفُقَـرَاءِ
وَعَـنِ أَطْفَـالِ الْعُجَـبِ.
أَقْـرَأُ قـي الْوَجْـهِ الْمَنـذُور
يُشَاهِـدُ فِـي الْمِـرْآةِ
فَرَاشَـاتٍ
وَعَنَاقِيـدَ
وَغَيْمـًا أَخْضَـرَ.
أَقْـرأُ عَـنْ فَتِحَـةِ الْحُـبِّ
وَفَتِحَـةِ الطُّوفَـانِ
وَفَتِحَـةَ الْغَضَـبِ…
أَقْـرَأُن
وَحْـدِي أَقْـرَأُ.

4-
وَحْـدِي
فِـي آخِـرِ يَـوْمٍ
أَجْلِـسُ وَحْـدِي.
خَرَجُـوا
لَـمْ يَبْـقَ مَعِـي
غَيْـر هَـذَا الْحَـرْف الْمُوجِـعِ
وَالطَّالِـعِ
فَاكِهَـةً لِلْحُلْـمِ
وَفَتِحَـةً لِلضَّـوْءِ.ِ

عبد السلام مصباح – مدينة شفشاون

 

 

 

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :