حياة عبداللوي تكتب: من ضحايا الفاجعة

9 سبتمبر 2022

تسللت بمشقة نفس والغبار يملأ أنحاء جسمها الهزيل تلتفت يمينا وشمالا أين أنا وأين من كانوا معي أمي إخوتي أبي وحبيبي، سقف البيت يكاد يسقط منه ذلك الجزء الأخير المتبقي

بأيدي مرتعشة حاولت أن تمسك هاتفا أخذته من عند الجيران حاولت أن تتصل بأقرب الناس لقلبها فتذكرت أنه تحت الأنقاض كامن؛ فولت تبحث عن تبحث عن حبيب متداري فلم تجد أثره بحثت في الركام فوجدت أشلاء متناثرة هنا وهناك جثت بدون حراك وأفواه يعتريها الصمت رغم أن علامات البوح والبؤس تبدو ظاهرة علامات الغضب والضيم والألم.

 

 جلست تتأمل وتنصت لقلب يكاد يتوقف عن النبضان نجوت ولماذا نجوت إذا كان بعد الفراق أقسى فلماذا بقيت أبحث عن أمان في زمن الغدر والنسيان فنسيت أن من دمره الزمن لن يعيده حتى ولو كان

بوجه فقد كل الملامح وبعين واحدة هي المتبقية بلا حاسة شم ولا ذوق وبرأس آيل للانفجار أضحت تبحث عن مستقر لها وعن ملجأ يأويها عن حضن يعوضها بحثت في كل الأرجاء عن خيط رابط يجعلها تتشبث بالحياة فلم تجد ارتأت أن تجلس جانب الطريق لتأخذ قسطا من الراحة حتى داهمها رجل ذو عضلات ألا تعرفين أن هذا المكان ليس مخصصا لليتامى واللاجئين مكانك هناك في ذلك الحجر المظلم المنبوذ منذ زمن نظرت إليه والدموع تذرف من عينيها البريئتين  من غير قصد  دموع ساخنة مزقت القلب والفؤاد  حاضر أعلم أن لا مكان لي هنا ولا هناك فأنا متأرجحة بين نارين سأذهب من هنا إلى هناك حيث المجهول ينتظرني

 طرقَت كل الأبواب إلا أنها موصدة فاستحت أن ترفع عينيها الداميتين إلى من خلقها رفعتهما في استحياء فأحست بصوت منخفض ينادي فاصبر فإنك بأعيننا.

حياة عبداللوي _الفقيه بن صالح

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :