الحسين ايت بها يكتب: واقع المدينة بين الأمس واليوم في:” ظل الفرس” للكاتب المغربي كمال العود

9 أغسطس 2022
 
يغوص بنا الكاتب كمال العود في عوالم المدينة وأزقتها لينقل لنا مشاهد البؤس والضياع والتيه الصراع الذي يميز المحرومين و الضعفاء في هذا الوطن. وعالم “ظل الفرس” قاس يحمل في طياته ألغازا كثيرة يكشفه متن المجموعة القصصية؛ على لسان السارد، ليبرز لنا الجانب القبيح من المدينة وتناقضاتها ، تلك الصورة المزعجة التي كونها عنها أغلب العمال والكادحون كل صباح بحثا عن لقمة عيش، صعوبة إيجاد عمل قار يكفل العيش الكريم، وبحث مضن يدمي الأقدام و يحزن القلب، يحيل المرء إلى مجرد كتلة من الصمت والغضب، لكن وسط تلك الغمامة لابد أن تظهر بارقة أمل تنقذ المشردين والضائعين في مدينة لا ترحم الضعفاء ولا المساكين.
وفي صراع الإنسان مع الحياة تدخل السياسة في حياته لتقلبها رأسا على عقب، وتجعل منه مجرد شخص يحشوه إعلام السياسة ليصرفه عن تذوق مكامن الجمال في الثقافة والابداع فيمن حوله،
ولأجل هروب المرء من وحدته القاتلة يلجأ إلى الخيال، بعد غفوة قصيرة ينقلنا الكاتب برفقة شخصيته إلى عوالم الحلم بفتاة المقهى التي أحبها، وبنظراتها وحركاتها، يمارس البطل سياسة الهروب للقضاء على وحدته وكٱبته التي تجعله وحيدا دائما
 
تحكي قصص المجموعة واقع شباب يحلمون بغد أفضل، وينتقل بنا الكاتب إلى المسافة الكامنة بين الواقع والخيال ليرسم لنا لوحة حقيقة تصور وهم المدينة، التي تشوهت بين الامس واليوم، ففي الماضي هي رمز للنخوة والشهامة والقيم النبيلة، بينما الٱن هوت فانكشف زيفها وأوهامها التي عبارة عن ظلال هي ظل فرس يحمل كبوة وطعنة في شرفه، وهي الدلالة البليغة والعميقة التي يحملهاةالعنوان الذي يتكامل مع مضامين قصص المجموعة الثانية عشر.، لذلك فشخوص المجموعة القصصية ” ظل الفرس” أنهكتها حياة البؤس والفقر وهزالة الأجرة التي بالكاد تكفيهم للأكل والشرب، حياة أضناها تعب الانتظار، انتظار الوظيفة خلال فترة العطالة، وانتظار الأجر عند نهاية الشهر، وانتظار عيش حياة كريمة، ليمضي حياته في انتظار أن :” ينصفه وطنهه ويوفر له شغلا قارا، أو وظيفة بالسلك. العمومي..” ظل الفرس، ص: 30 انتظار لا نهاية له أبدا، يطبعه الحلم بغد أفضل.
واقع يلعب فيه الشباب للبحث عن فرصتهم الأخير، وكل من ينجح منهم، وينال وظيفة صحفي لأسياده، يتنكر لمبادئه وقريته الهامشية، ويسخر قلمه لدعم أسياده في الحملات الانتخابية، وتزييف الواقع وتلميع صورة الوطن في الصحافة والإعلام، وتقديمه كأجمل بلد في العالم.
تتكرر عبارات التذمر والسخط من زمن أصبح فيه الناس غرباء في أوطانهم وهم الفقراء، عندما يموت الشباب في المظاهرات الاحتجاجية، سبيلهم الوحيد للتعبير عن القهر والضيم الذي يعانونه، هم يحلمون بعيش ٱمن، وتغيير الوضع القائم في البلد، القضاء الفساد الذي ينخر أجهزة الدولة. يبكيهم ذويهم وهم يذرفون دموح ألم الفراق، والشعور بالغبن لأحلامهم المؤجلة وحقوقهم الضائعة،حينئذ يرددون عبارة:
” ٱه يا وطن كم أنت قاس على أبنائك”.
 
الحسين ايت بها – مدينة زاكورة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :