البرهمي زهير يكتب: الاغتصاب وهتك العرض

3 يونيو 2021

كما نعلم أن جريمة الاغتصاب وهتك العرض من الجرائم التي باتت في الآونة الاخرة تطفو الى سطح معلوم، حيث انتشرت وسادت بطريقة جد بشعة، وهذا يتضح فقط من خلال وسائل الإعلام والتي تنشر بعض الصور والفيديوهات، أو من خلال بعض المقالات التي تتحدث عن هاتان الجريمتان، ومن خلال هذا المقال سأدرس كل جريمة وتأطيرها القانوني مع ذكر أشكالها والأسباب المؤدية لها ونتائجها وفرضيات لبعض الحلول.

حسب الفصل 486 من القانون الجنائي “الاغتصاب هو مواقعة رجل لامرأة بدون رضاها…”، فمن خلال هذا الفصل سنستخلص أركان هذه الجريمة، حيث أن الركن القانوني هو الفصل نفسه، أما الركن المادي هو مواقعة الرجل لامرأة بدون رضاها، والمواقعة هنا هي إيلاج العضو الذكري في فرج المرأة، ويتحقق أيضا بمجرد المحاولة وفق المنصوص عليه في الفصل 114 من القانون الجنائي متي نعدم العدول الارادي أو تدخل عنصر أجنبي وكذا انعدام رضى الضحية، أما بخصوص الركن المعنوي فيتمثل في القصد الجنائي لارتكاب هذا الفعل المجرم.

حيث قرر المشرع المغربي حصر عقوبة مرتكب هذه الجريمة بالسجن من خمس إلى عشر سنوات، والعقوبة تختلف كذلك إذا كانت المجني عليها قاصر أو عاجز أو معاقة أو معروفة بضعف قواها العقلية أو حامل، فإن الجاني في هذه الحالة يعاقب بالسجن من عشر إلى عشرين سنة وهناك حالات أخري يعاقب عليها بعقوبات مغايرة حسب الفصول 487 و487 و488 من القانون الجنائي.

أما بخصوص جريمة هتك العرض فتم التنصيص عليها في الفصلين 484 و485 مع التنصيص على عقوبات مغايرة حسب الحالات المذكورة في الفصلين 487 و488 من القانون الجنائي.



بعد أن ذكرنا التأطير القانون لكل من هاتين الجريمتين المتعلقتين بجرائم الآداب والاخلاق العامة، إلا أن غايتي من كتابة هذا المقال هو دراسة الاشكال التي تأخذها هذه الجرائم والأسباب التي تؤدي لارتكابها والنتائج المترتبة عنها وأخيرا طرح بعض الحلول، كما نعلم أن هاتين الجريمتين يصبان في نطاق واحد وهو الجانب الأخلاقي أو الادبي، فبالنسبة لجريمة الاغتصاب تتعلق أو تنحصر في الجنس النسوي أما جريمة هتك العرض فتتعلق بكلا الجنسين الذكور والاناث.

بالنسبة للشكال الذي تأخذه جريمة الاغتصاب و الذي تطرق له المشرع هو ايلاج العضو الذكري في فرج المرأة و الذي من خلاله تحصل النتيجة البديهية التي هي انتزاع البكرة من تلك المرأة التي كانت فتاة، لكن الذي أغفله المشرع هو ماذا لو لم يكن السبب في انتزاع تلك البكرة هو العضو الذكري ؟، و تم اغتصاب الفتاة بطريقة أخرى مثلا استعمال عصى أو قارورة أو غيرها، سيقول البعض أن هذا لا يندرج ضمن الاغتصاب بل الاعتداء الجسدي لكن في رأيي أن هذه الحالات الأخير تعتير اغتصابا لأنه نتج عليها ما ينتج عن الجريمة الاصلية و هي استعمال العضو الذكري، وهناك من سيقول ان الاغتصاب هو الذي ينتج عنه حمل في رأيي لا، لأنني كما قلت أن الاغتصاب تترتب عليه نتيجة واحد وهي مجرد التسبب في انتزاع البكرة من تلك الشابة.

أما بخصوص هتك العرض فأطرح نفس المشكل، هل بالضرورة حتى نسمي جريمة هتك العرض أن يكون الذي تسبب في ذلك الهتك هو عضو ذكري، فماذا لم استعمل الجاني وسائل أخرى كالعصى أو قارورة أو غيرها.

بالنسبة للأسباب التي قد تؤدي بالمجرم لارتكاب هذه الجريمة هي عديدة، قد يكون الجاني به مرض نفسي وقد يكون هذا المرض قد توالد من صغر الجاني الذي بدوره قد تعرض للاغتصاب، أو الميول للجنس الاخر أو لصغار أو للكبار أيضا وهذا أيضا ناتج عن أمراض نفسية.

أما بالنسبة للنتائج التي قد تنتج والتي تأثر بشكل كبير في شخصية المجني عليه وفي المجتمع ككل، هو انتشار الحقد والخوف والانطواء والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية، وقد يصبح المجني عليه نفسه مجرما ويتسبب في اغتصاب أجيال أخرى وفي معتقده أنه سينتقم لنفسه وسيرتاح نفسيا لكن للأسف يقع العكس ويضر المجتمع وينشر فيه الفساد، وفي بعض الأحيان تكون هذه الجرائم سببا في انتحار المجني عليه في وضع غامض دون لعلم بأن ذلك الانسان أو الانسان قد تعرضا للاغتصاب أو هتك العرض.



وأخيرا سأقدم بعض الحلول التي من الممكن أن تساعد على معالجة المجتمع من هذه الجرائم، أولا توعية الوالدين لأنهم يشكلان المدرسة الأساس في تربية الأبناء، حيث يجب تعليم الأبناء طرق لكيلا يقعوا في هذه المشاكل منها تعليم الأبناء عدم السكوت أو إخفاء ما يجري لهم خارج المنزل وعلى الاباء تتبع ابناءهم أينما رحلوا وارتحلوا لأننا نجد الكثير من الأطفال او الشباب  ذكورا كانوا أو إناث يتسترون و يخافون من التبليغ علي مغتصبيهم إلى الجهة المختصة أو على الأقل علم الوالدين بالواقعة هذا ناتج عن تخوف المجنى عليه من كلام الناس و المعاملة السيئة و النضرة السيئة من المجتمع لكن للأسف هذا فكر متجاوز، لهذا يجب علي الوالدين ربط علاقة متينة مع ابناءهم ثم يجب تعليم الأطفال الصراخ عند احساسهم بتهديد أو الجري لتجنب الخطر، ثانيا للمدرسة أيضا دور هام في توعية الأطفال و في نظري أن يتم تدريس مواد أخرى متعلقة بالعلوم الجنسية و كذلك علم النفس و الاجتماع، لان لهذه العلوم دور هام في تشكيل الشخصية ووعيها، ثالثا يجب على المجتمع أن يتحمل هو الاخر مسؤوليته بحيث اذا ظهر لاحدهم أن هناك طفل أو شاب أو شابة سيتم الاعتداء عليهم وجب عليه التدخل في الفور لدرء الخطر، و يجب على المجتمع الوعي بأفعاله وعدم احتقار المغتصبين أو المتعرضين لهتك العرض، بل يجب أن تنشر ثقافة ستر عورة الناس و عدم التشهير بهم أو الإطاحة بهم أو احساسهم أنهم ليسوا من المجتمع بل يجب احتضانهم و مساعدتهم لتغلب علي المعيقات النفسية التي في داخله نتيجة الاغتصاب أو هتك العرض.

  البرهمي زهير – مدينة سطات



اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :